الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك العمل الذي يشتمل على الاختلاط المحرم لمن يعول أسرة

السؤال

كنت أعمل في شركة، وبسبب العنصرية تركت العمل، وانتقلت إلى شركة جديدة، وفي هذه الشركة عملت بجد بهدف التطور الوظيفي، وفي نفس الفترة زادت مشاكلي مع زوجتي؛ بسبب الاختلاط الزائد في الشركة، وظللت أحلم بالترفّع الوظيفي، وعندما ذهبت للعمل في رمضان الفائت، ورأيت اللباس غير المحتشم، والجهر بالإفطار، والصداقات غير الشرعية؛ نفر قلبي، وظلّت نية الترفّع الوظيفي، وفي الأسبوع الماضي أخبروني أنه لم يتم اختياري لأسباب لا يمكن تفسيرها إلا أنها عنصرية، وعندها رأيت أن حديث رسول الله انطبق عليّ: (من التمس رضا الله بسخط الناس...)، فإذا تركت العمل بنيه خالصة لله -وهي الابتعاد عن هذه البيئة، وكرهي للعنصرية التي رأيتها-، فهل هذا حلال؟ وهل يجب أن أبقى لأني متزوج، ولديّ عائلة، وأبحث عن عمل آخر؟ مع العلم أن نسبة الاختلاط في البلد الذي أعمل فيه عالية، وهل يقيني أن الله هو الرزاق، وكرهي للعنصرية التي رأيتها، تكون نيتي خالصة لله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فيحلّ لك أن تترك العمل الذي يشتمل على الاختلاط المحرم، بل هذا الذي ينبغي عليك فعله.

وكونك تعول زوجة وأولادًا؛ لا يحرّم عليك ترك هذا العمل، لكن إذا لم تجد عملًا آخر، ولم يكن عندك من المال أو الكسب ما يكفي لإنفاقك على زوجك وأولادك؛ فعليك البقاء في هذا العمل؛ حتى يتيسر لك غيره من الأعمال التي تخلو من المنكرات، مع الحرص على البُعْد عن الفتن، واجتناب المنكرات ما استطعت.

وحيث كنت قاصدًا إرضاء ربّك في ترك العمل، أو البقاء فيه لحاجة الإنفاق على من تعول؛ فأنت مخلص لله -إن شاء الله تعالى-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني