الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التقصير في إنقاذ الحيوان من الموت

السؤال

ما جزاء الشخص الذي كان يمكنه إنقاذ حيوان من الموت، أو الحبس، ولم يفعل؟ فمنذ فترة سمعت وأنا في الكلية صوت قطة، وكان الصوت يأتي من فتحة في الأرض، وكان بإمكاني مساعدتها، إلا أنني شعرت بالإحراج من نظرات طلاب الجامعة لي.
وأنا الآن أشعر بالحزن؛ لأني لم أنقذها، ولا أعلم ماذا حصل لها -هل ماتت، أو أُنقِذت-، فهل أكون مثل المرأة التي حبست قطة عمدًا؛ لأني تعمّدت عدم إنقاذها، بغضّ النظر عن ندمي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن استطاع إنقاذ الحيوان المحترم من هلكته، ولم يفعل حتى هلك؛ فهو آثم؛ لتركه ما وجب عليه من إنقاذ ذلك الحيوان، جاء في الإقناع على أبي شجاع: لأنهم نزّلوا الحيوان المحترم في وجوب الدفع عنه منزلة الآدمي المعصوم. اهـ.

وفي مطالب أولي النهي للرحيباني الحنبلي: (ويتجه كآدمي) في وجوب إنقاذه (حيوان محترم) تخليصًا له من المهلكة، وهو متجه. اهـ.

والحيوان المحترم هو الذي يحرم قتله شرعًا، قال محمد عليش المالكي في منح الجليل: حيوان (محترم) بفتح الراء، أي: محرم قتله، آدميًّا كان، أو بهيمًا، ومنه كلب الصيد، والحراسة. اهـ.

لكن القطة التي ذكرت ربما تكون قد خرجت بنفسها، أو أنقذها شخص ما؛ لوجودها بقرب الناس، وربما لا تكون في مأزق أصلًا.

ومن ثم؛ فلا إثم عليك -إن شاء الله تعالى- في ذلك؛ لأن هلاكها غير محقق.

فأَعرِضْ صفحًا عن التفكير في هذا، ولا تسترسل مع الشكوك التي تنتابك حوله.

ولا ينطبق عليك الوعيد المتعلق بمن حبس قطة حتى ماتت؛ لأن هذا في حق مالك القطة إذا حبسها، ولم يُنفِق عليها، ولم يتركها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت، وانظر الفتوى: 416725.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني