الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الأذان عند الشك في دخول وقت الفجر

السؤال

كُلِّفت من قبل مسؤول المسجد في بلدتي بالأذان، ولكن مشكلتي أن بعض الإخوة أبلغوني بأن وقت أذان صلاة الفجر متقدم بربع ساعة عن الوقت الصحيح، أي: الفجر الصادق. وبما أن الأذان أمانة فهل أتوقف عن الأذان، وأترك غيري يؤديه؟
مع العلم أنني أحب الأذان، وألتمس من المولى -عز وجل- الأجر على ذلك. للتذكير أيضا لا يمكنني تأخير أذان صلاة الفجر للوقت الصحيح؛ لأن أغلبية المصلين في بلدتي لا يصدقون بأن وقت الأذان متقدم بربع ساعة. ما هو الحل؟ أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان التقويم المعمول به عندكم في دخول وقت صلاة الفجر -وشكك بعضهم في صحته- إن كان قد اعتُمِدَ من قبل علماء ثقات، فإنه لا يلتفت لمن شكك في صحته، واستمِرَّ في الأذان بناء عليه، إلا أن يكون المشكك فيه من أهل العلم، فحينئذ ينبغي التأكد، وتحري وقت دخول الفجر، ويُعمل بما يظهر بعد التحري، ومعلوم أن الفجر يدخل بطلوع الفجر الصادق، وهو البياض المعترض في الأفق من الشمال إلى الجنوب.

وإن كان التقويم المعمول به عندكم لم يشرف عليه علماء ثقات، أو لا يعلم مصدره، فإنه لا يعتمد على مثل تلك التقاويم، وإنما يستأنس بها. وإذا حصل شك في صحتها، فإن وقت الصلاة لا يحكم بدخوله مع وجوك الشك، وإنما مع اليقين، أو غلبة الظن، فيتعين تحري وقت الفجر حينئذ، ولا تؤذن مع الشك حينئذ على اعتبار أن هذا هو وقت دخول صلاة الفجر؛ لأنه ربما صلى أحد بأذانك قبل دخول الوقت، فتكون قد غَرَّرْتَ به.

وانظر الفتوى: 162525، والفتاوى المحال إليها فيها، وكلها عن حكم الاعتماد في معرفة أوقات الصلوات على التقاويم، والفتوى: 141185. في كيفية العمل عند الشك في دخول وقت الصلاة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني