الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلاة الجماعة في البادية

السؤال

أنا أعيش في البادية، وأصلي الصلاة وحدي. كيف أدرك أجر صلاة الجماعة؟ مع العلم أني أعيش بعيدا عن المدينة، ولا أستطيع أن أدرك المسجد.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأجر الجماعة يناله من صلى في جماعة، أو حرص على صلاة الجماعة، وحال بينه وبينها عذر؛ لولاه لصلاها جماعة.

كما أن أجر الجماعة ليس محصورا في المسجد، بل يناله كل من صلى مع غيره، ولو في البادية. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ، وَلَا بَدْوٍ، لَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ، إِلَّا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ؛ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ.

قَالَ السَّائِبُ: يَعْنِي بِالْجَمَاعَةِ الْجَمَاعَةَ فِي الصَّلَاةِ. اهــ، رواه أبو داود، والنسائي، واللفظ له.

فصلاة الجماعة مشروعة في البادية، كما هي مشروعة في الحضر، وفي المساجد.

فاحرص على أن تصلي مع غيرك من أهل بيتك، أو غيرهم، حتى تنال ثواب الجماعة، فإن لم تجد أحدا تصلي معه، فلعل الله أن يكتب لك أجرها. وقد جاء في الأثر: نِيَّةُ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ.

قال القرطبي في تفسيره: النية الصادقة هي أصل الأعمال، فإذا صحت في فعل طاعة، فعجز عنها صاحبها لمانع منع منها، فلا بعد في مساواة أجر ذلك العاجز لأجر القادر الفاعل، ويزيد عليه؛ لقوله عليه السلام: نية المؤمن خير من عمله. اهــ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني