الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اتهام الوالدين بالسحر والشعوذة دون بينة لا يجوز

السؤال

أشيروا عليّ.
الأهل من أب وأم لهم بعض الأعمال التي عندما أراها لا أجد لها تفسيرا. مثل: أمي عندما كنت صغيرا كانت تذبح لنا الدجاجة، ثم تتركها بعد الذبح مباشرة، وتقول: اجر وراءها وأمسكها، وهي تتمتم ببعض الأشياء غير المفهومة والمسموعة، وكانت لهم عادة مثل أهل القرية بزيارة المقامات كل جمعة، إلى أن نشط بقريتنا رجال الجمعية الشرعية ونهوا الناس على مر السنين؛ فانتهى معظمهم، كما أنه كانت لأمي عادة غريبة وهي إيقاد نار في ظهر الجمعة، وعمل عروسة بالورق، وتخرمها بالإبرة وترميها بالنار وهي تقول أشياء لا أفهمها. إلى أن كبرت ونهيتها عن ذلك بشدة؛ فانتهت. وإن كان ذلك في حال كوني بالمنزل فقط معهم.
وأحيانا تقوم بذبح بعض الطيور وتلقيها ببيت مهجور لنا، وذلك في منتصف الليل أحيانا، وأحيانا بالنهار، ويقوم بعض الجيران بإعطائها طيورا لفعل ذلك لهم.
أما بالنسبة للوالد فهو عصبي جدا، ودائما كنت عندما أعمل معه أنازع في أمر الصلاة أثناء العمل انتزاعا منه، حتى إنه كثيرا ما كان يحدث بيننا شجار وعراك لذلك، أو لغيره لأتفه الأسباب.
كما وجدت أحد الكتب القديمة لديه وهو: (الرحمة في الطب والحكمة) المنسوب للإمام السيوطي.
وحكت لي والدتي أن لديه شكا دائما أننا سنتركه إذا ساعدنا أو سنقتله!! وهو لا يقوم بمساعدة أحد للنهوض بنفسه أو لتكوينها، كما لا يساعدنا في أمر تجهيزات الزواج، فنحن أكثر من أخ، وقد كبرنا فأنا أوسطهم والجميع متذمر من هذا، لا نستطيع فعل شيء بأنفسنا، ولا هو يساعد. وكل قوله: أنا تزوجت بنفسي، فافعلوا أنتم ذلك.
وقد علمت من بعض حكاياته عن الماضي أنه كان شابا لا يقف على حلال ولا حرام، وهو كذلك بعض الشيء الآن، حتى أصبح إخوتي لا يهتمون كثيرا لأمر الحلال والحرام، إلا أنا فأهتم لذلك، فقد عزمت هذا الأمر منذ البلوغ: ألا أكل الحرام ولا أعمل به، مما اضطرني إلى أن أترك ولا أعمل بكثير من الأعمال، والحال كما حكيت بالأعلى.
في بعض الأحاديث مع بعض ذكروا أمر الجن المتلبس ببعض الناس في قريتنا، وأنهم ينطقون على لسانهم. فقلت لهم إن الجن طبعه الكذب ولا يصدق، فنظروا لبعضهم وسكتوا. وهذه النظرة أثارت استغرابي كثيرا.
والسؤال: هل للأهل علاقة بالسحر أو الجن؟ هل هم سحرة بالأساس؟
وإن كانوا كذلك. فكيف أتعامل معهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقك، وأن يهديك ويهدي والديك والمسلمين أجمعين.

واعلم أنه لا يجوز اتهام المسلم بالسحر أو الشعوذة، والتعامل مع الجن، دون بينة، فكيف إذا كان الاتهام للوالدين اللذين هما أحق الناس بالإحسان والرحمة؟

نعم، لا يُنكر أن بعض ما ذكرته قد يورث الشك والارتياب، لكنه لا يكفي للاتهام بالسحر والعلاقة بالجن.

والتعامل الرشيد في مثل هذه الحال: هو الحرص على تعليم الوالدين أصول العقيدة الصحيحة، وتحذيرهما من خطر السحر والشعوذة، وأن يُنكر عليهما -بأحسن أسلوب وألطفه- ما يظهر منهما من بدع ومخالفات، وألا تقصر في برهما والإحسان إليهما بسبب ذلك.

وراجع للفائدة، الفتويين: 127082 - 318463.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني