الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التسرع والانفعال في اليمين لا ينفي قصده وانعقاده

السؤال

كنت في محاضرة، وجلست في مكان، ثم أمرني الأستاذ بتغيير المكان، فقلت: "والله لأجلس هنا " بشكل متسرع، وانفعال بعض الشيء، دون أن يسمعني الأستاذ، ثم أدركت أنه ممكن أن يعاقبني، فغيرت مكاني، ثم رجعت إلى مكاني الأول مرة أخرى؛ لأنه لم يعلق على هذا الموضوع مع أصدقائي. وبالتالي، فأنا أشك في انعقاد ذلك اليمين؛ لأنه عن تسرع، وبدون ترتيب مسبق. فماذا عليَّ فعله؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن اليمين غير المنعقد التي لا كفارة فيها: هي ما سبق إلى اللسان، وجرى عليه من غير قصد إلى عقد اليمين، كما سبق في الفتويين: 145463 - 190283.

وأما مجرد التسرع، وعدم الترتيب المسبق -كما تقول-؛ فلا ينافي قصد اليمين، وانعقادها في كل حال، بل قد يقصد الحالف عقد اليمين في حال تسرعه بالحلف.

وإن كنت قصدت عقد اليمين، ونويت عدم تغيير مكانك: فقد حنثت في يمينك، وتلزمك كفارة اليمين المبينة في قوله تعالى: لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {المائدة:89}،

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني