الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وعد الفتاة بالخطبة والزواج منها بين المصلحة والمفسدة

السؤال

أنا شاب في العشرين من عمري. أسعى للالتزام بدين الله، واجتناب ما حرمه الله، ولله الحمد على قدر من الأخلاق، ومن عائلة متوسطة.
تقريبا منذ خمس سنوات أعجبت بفتاة معي في الدراسة لأخلاقها، وطريقة تفكيرها ودينها، وهي من حفظة كتاب الله، وكان لاهتمامي بها دور في صلاحي وتغيري للأحسن بعد توفيق الله.
لم أكلمها من قبل ولم أقترب منها، فقط من بعيد أتعرف على صفاتها، وعلى أهلها من مواقع التواصل، أو أثناء فترة دراستنا.
أما حاليا فلا أعلم عنها الكثير، ولله الحمد وجدت توافقا بيننا، ولدي إعجاب بأهلها، وقد ظهر لي أنها تشاركني الإعجاب من بعض المواقف حصلت أثناء دراستنا، والعلم لله. ومنذ ذلك الوقت وأنا أفكر في التقدم لها عند الاستعداد لذلك.
خلال الفترة السابقة لم أركز على الجانب المالي، وكنت أسعى لتطوير مهاراتي. ولدي مجموعة مهارات منها: التصميم والتصوير، حيث إن أعمالي التطوعية تعجب الكثير من الناس، ومن لهم معرفة بالمجال، وهي مهارة عليها طلب متزايد حتى في وقت الأزمات الاقتصادية، كما أنني أمتلك بعض العتاد للعمل بهذه المهارات.
أنا حاليا طالب في الجامعة بدون عمل، بحكم تركيزي في الفترة الماضية من عمري على التعلم والدراسة. ولدي معرض لأعمال تطوعية وافتراضية يمكن أن تؤهلني للعمل. كما أن لدي بعض المعرفة بالتجارة والعمل الحر، ولدي أفكار لمشاريع تحتاج لرأس مال، كما أن لدى عائلتنا تجارة، لا أعمل فيها حاليا لبعض الأسباب، لكن يمكنني الرجوع إليها.
أود إخبار الفتاة بنيتي خطبتها، ووعدها بخطبتها عندما أكون جاهزا لذلك، مع إخبار والدي، حيث يمكنني خطبتها عند الحصول على عمل في الفترة القادمة، وتوفير بعض المدخرات، حيث إنني أخشى أن أفقد الفتاة وألوم نفسي، كما أنه يمكنني طلب المساعدة من والدي لمقدرته على ذلك، ولن يعترض على الموضوع، لكنني أرغب في الاعتماد على نفسي.
أما بالنسبة للزواج، فيمكن توفير تكاليفه خلال فترة الخطبة والانتهاء من الدراسة، وتسوية الوضع مع الخدمة العسكرية.
كما أنني أمتلك غرفتين مع عائلتنا: واحدة في شقة ضيقة في المدينة التي أسكنها حاليا مع إخوتي، وأخرى في منزل متسع بمنطقة ريفية نوعا ما. وأنا أحسب أن الفتاة وأهلها من الناس المتفهمين للأوضاع، ويمكن الاتفاق على ذلك عند الخطبة.
فهل من الجائز وعد الفتاة بالخطبة من غير كلام، أو أي شيء لا يرضي الله؟ فلا أعلم هل هذه الظروف والمعطيات تسمح بذلك حاليا، حيث لا أريد التوجه لوالدها وخطبتها إلا بعد الاستعداد لذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على سعيك في سلوك سبيل الاستقامة، وعلى حرصك على الزواج من ذات الدين والخلق، ونسأل الله -تعالى- أن يرزقك الهدى والتقى والصلاح، وأن يحقق لك بغيتك في الزواج من امرأة صالحة، ويرزقك منها ذرية طيبة.

ولا حرج عليك في وعد هذه الفتاة بالخطبة والزواج منها. وإن ارتضت أن تنتظر حتى ييسر الله أمرك فلها ذلك.

جاء في البيان في مذهب الإمام الشافعي: يجوز أن تخطب المرأة إلى نفسها وإن كان لها أولياء. اهـ.

ولكن إن خشِيتَ أن يطول الأمد بسبب الدراسة وضيق ذات يدك، فالأفضل أن تبقي الأمر من غير وعد أو ارتباط.

فإن قدرت على مؤنة الزواج، تزوجت منها إذا بقيت بلا زوج، وإن قدر لها الزواج بحثت عن غيرها، فالنساء كثير.

ولم نحبذ الارتباط وطول الانتظار؛ لأنه قد تعرض عوارض تحول دون زواجك منها، ويبدو لك أو لها ما يصرف كل منكما عن الآخر، وفي هذا من المفاسد ما فيه، وقد يفوت عليها الخطاب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني