الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صفة السر الذي يجب كتمانه

السؤال

أمي كانت تخبئ شيئا عني، وعن أبي، وأخي، دون أن نعرف أنها تخبئ شيئا. ولكن ذات مرة كنت أجلس أنا وهي فقط في المنزل، وأخبرتني بهذه المعلومة، ولكنها لم تقل إن هذا سِرٌّ، أو لا أقول لأحد.
فهل إذا أخبرت أحدا أأثم؟ أنا أعتبر هذا سِرًّا؛ لأنها كانت معلومات حساسة، وشعرت أنها انتظرت حتى نكون بمفردنا، لتخبرني.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان ما أخبرتك به أمك قد دلت قرينة على رغبتها في كتمانه، أو كان مما يُكتم عادة؛ فإنك تأثمين بنشره، والإخبار به. وإلا، فلا إثم عليك.

جاء في غذاء الألباب للسفاريني: ويحرم على كل مكلف (إفشاء) أي نشر وإذاعة (سر)، وهو ما يكتم...

ولعله يحرم حيث أمر بكتمه، أو دلته قرينة على كتمانه، أو ما كان يكتم عادة.

أخرج أبو داود عن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال. «المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس: سفك دم حرام، أو فرج حرام، أو اقتطاع مال بغير حق».
وأخرج عنه -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا حدث رجل رجلا بحديث، ثم التفت، فهو أمانة» ورواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
وأخرج الإمام أحمد عن أبي الدرداء: «من سمع من رجل حديثا لا يشتهي أن يذكر عنه فهو أمانة، وإن لم يستكتمه». وأخرج عن أنس -رضي الله عنه-: «ما خطب نبي الله -صلى الله عليه وسلم- إلا قال: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لاعهد له».

قال في الفروع: حَرَّم في أسباب الهداية إفشاء السر. وفي الرعاية: يحرم إفشاء السر المضر. وفي التنزيل {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا} [الإسراء: 34]. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني