الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجاملة المتحدث بالضحك والتعابير الحسنة

السؤال

ما حكم الضحك مجاملة لشخص يتحدث أمامي مباشرة، على كلامه الذي كأنه أضحكني. هل هذا كذب أو غش؟
وكذلك نفس الشيء على مواقع التواصل، من خلال مثلا إرسال تعابير وجوه تضحك، أو غيرها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس هذا كذبا ولا غشا، بل قد يستحسن ذلك في بعض الأحوال بحسب المقصد، كمجاملة المتحدث، أو الإحسان إليه، أو حتى اتقاء شره.

وقد بوَّب البخاري -رحمه الله- في صحيحه: باب: المداراة مع الناس. ويذكر عن أبي الدرداء: "إنا لنكشر في وجوه أقوام، وإن قلوبنا لتلعنهم".
ثم أسند عن عائشة: أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ائذنوا له، فبئس ابن العشيرة، أو بئس أخو العشيرة). فلما دخل ألان له الكلام، فقلت له: يا رسول الله، قلت ما قلت: ثم ألنت له في القول؟ فقال: (أي عائشة، إن شر الناس منزلة عند الله، من تركه، أو ودعه الناس، اتقاء فحشه).

قال القاضي عياض في «إكمال المعلم»: هذا من المداراة، وهي: بذل الدنيا لصلاح الدنيا والدين. وهي مباحة مستحسنة في بعض الأحوال، خلاف المداهنة المذمومة المحرمة، وهي: بذل الدين لصلاح الدنيا.

والنبي -عليه الصلاة والسلام- هنا بذل له من دنياه حسن عشرته، ولا سيما كلمته وطلاقة وجهه، ولم يمدحه بقول، ولا روي ذلك في حديث، فيكون خلاف قوله فيه لعائشة، فلا يعترض على هذا بالمداهنة ولا بحديث ذي الوجهين، والنبي -عليه الصلاة والسلام- منزه عن هذا كله. اهـ.

وانظر الفتوى: 34950.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني