الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموازنة بين رقية المرء نفسه وبين الاستعانة بغيره

السؤال

هل الذهاب للرقاة إذا كنت أسرح أثناء الرقية أفضل؟ أم رقية المرء لنفسه أفضل حتى لو كانت أقل تركيزا وتجويدا من رقية الرقاة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل أن رقية المسلم نفسه أفضل، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 58433.

فإن المريض إذا رقى نفسه بنفسه كان ذلك أرجى لأن يجعله مخلصا في رقيته، وهذا الإخلاص من أسباب قوة تأثير الرقية، هذا بالإضافة إلى قوة همته في سعيه لعلاج نفسه، وقوة الهمة مؤثرة كذلك في نفع الرقية.

قال ابن القيم في الجواب الكافي: ههنا أمر ينبغي التفطن له وهو أن الأذكار والآيات والأدعية التي يستشفى بها ويرقى بها هي في نفسها نافعة شافية، ولكن تستدعي قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثيره، فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل، أو لعدم قبول المنفعل، أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء، كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسية، فإن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة لذلك الدواء، وقد يكون لمانع قوي يمنع من اقتضائه أثره، فإن الطبيعة إذا أخذت الدواء لقبول تام كان انتفاع البدن به بحسب ذلك القبول. اهـ.

وما ذكرت من قلة التركيز والتجويد إن لم تؤثر على ما ذكرنا من دواعي نفع الرقية من الإخلاص وقوة الهمة يبقى الأمر على الأصل من أفضلية رقية المسلم نفسه، وإن كان لذلك أثر في ضعف الإخلاص والهمة، وهنا قد يكون الأفضل الاستعانة ببعض أهل الصلاح والاستقامة وذوي الخبرة في أمر الرقية، ومن يُرجى أن يجري الله الشفاء على يديه، هذا ما يظهر لنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني