الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تستقيم الحياة الزوجية بالتجاوز عن هفوات الزوجة

السؤال

بعد زواجٍ دام 23 سنةً، وأثناء شجارنا تقول لي مهددة: سأجعلك تدور حول نفسك.. سأجعلك مثل الأحذية..... فما حكم ذلك في الإسلام؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمخاطبة الزوجة زوجها بالعبارات المذكورة؛ سوء أدبٍ، منافيةً لمكانة الزوج واحترامه، وقد ورد في الشرع ترهيبٌ ووعيدٌ للمرأة التي تؤذي زوجها بغير حقٍ، وراجع الفتويين: 329323، 408331.

فعليها أن تتقي الله تعالى، وتكف عن التطاول على زوجها، وتعرف له حقه ومكانته.

أما أنت: فاعلم أنّ الحياة الزوجية في الغالب لا تستقيم بغير صبرٍ وتجاوزٍ عن الهفوات، وموازنةٍ بين الجوانب الحسنة والسيئة، وعدم الاندفاع وراء الانفعالات؛ قال تعالى:.. وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء: 19}.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ. صحيح مسلم.

قال النووي رحمه الله: أَيْ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُبْغِضَهَا، لِأَنَّهُ إِنْ وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا يُكْرَهُ، وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا مَرْضِيًّا، بِأَنْ تَكُونَ شَرِسَةَ الْخُلُقِ، لَكِنَّهَا دَيِّنَةٌ، أَوْ جَمِيلَةٌ، أَوْ عَفِيفَةٌ، أَوْ رَفِيقَةٌ بِهِ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ. انتهى.
وقال أبو حامد الغزالي - رحمه الله - في الإحياء: والصبر على لسان النساء مما يمتحن به الأولياء. انتهى.
وللفائدة راجع الفتوى: 355159.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني