الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مشاهدة مسلسلات الأنمي المشتملة على الاختلاط والصداقة بين الجنسين

السؤال

هل تجوز مشاهدة مسلسلات الأنمي والروايات إذا كانت تعرض اختلاطاً بين الجنسين والصداقة بين الذكر والأنثى، مع العلم أن قصة المسلسل أو الرواية لا تقوم على أساس هذا الاختلاط والصداقة؟.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت هذه المسلسلات متضمنةً ما يخالف الشرع كنشر عقائد فاسدةٍ، أو دعوةٍ للرذيلة والأخلاق السيئة، وهدم للفضيلة ونحو ذلك، فإن مشاهدتها أمرٌ محرمٌ وفيه مفاسد عظيمةُ.
وأما إذا كانت هذه المسلسلات خاليةً من تلك المفاسد، فقد ذهب بعض أهل العلم المعاصرين إلى تحريم مشاهدتها أيضاً؛ لأنه يرى المنع من التمثيل مطلقاً، وكذا التصوير، وذهب آخرون إلى إباحة ذلك بشرط خلوها من نحو تلك المفاسد السابقة، وممن ذهب إلى جوازها الشيخ ابن عثيمين في لقاء الباب المفتوح، قال رحمه الله: التمثيل: العلماء مختلفون فيه، فمنهم من يمنعه مطلقاً، ومنهم من يقول: إنه جائزٌ بشروطٍ: ألا يتضمن محرماً، فمثلاً: إذا كان هذا - وهذا هو الذي أراه - أي: إذا لم يتضمن محرماً، وإنما يعالج مشاكل المجتمع دون أن ينسب قولاً إلى غير قائلٍ، فلا بأس به، السائل: وبالنسبة للرسوم المتحركة؟ الشيخ: الرسوم سواءً متحركةً أو غير متحركةٍ، الفيديو هذا في الواقع لا يعتبر صورةً؛ لأنك لو رجعت إلى الشريط لن تجد شيئاً. اهـ.

والراجح عندنا أنها مباحةٌ، ولا حرج في مشاهدتها إذا خلت من المفاسد، ويبقى النظر فيما ذكر من كونها مشتملةً على اختلاطٍ وصداقةٍ محرمةٍ، فهذه لها آثارها السيئة على السلوك والأخلاق، ولا سيما بالنسبة للصغار، ومع التطور الكبير في صناعة هذه الأفلام وطبيعة هذه الصور في الجاذبية والتأثير، ولذلك لا نرى جواز مشاهدتها، ولمزيد الفائدة يمكن مراجعة الفتوى: 362815.

وننبه إلى أن وقت المسلم من أغلى ما يملك، فينبغي أن يقضيه فيما ينفعه في دينه ودنياه، روى البخاري عن ابن عباسٍ ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني