الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التخلف عن الجمعة لبعد السكن والمنع من مغادرة مكان العمل

السؤال

أشتغل في الأمن في كامبوند، وسكني تحت الإنشاء، ولا يوجد جامع بالجوار، فهل يجوز أن أصلي الجمعة بمفردي؟ أم لا بد أن أصليها ظهرا، مع العلم أنه ممنوع ترك مكان خدمتي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعدم وجود مسجد في الجوار، لا يبرر التخلف عن الجمعة، إذا كانت تقام في المدينة التي أنت فيها، ويجب عليك السعي إليها، لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {سورة الجمعة:9}.

وانظر الفتوى: 347803، حول التخلف عن الجمعة لبعد السكن.
وأما كونك تعمل، ولا يسمح لك بترك العمل: فإن كنت تجد عملا آخر، لا تُمنع فيه مما أمرك الله به، من شهود الجمعة فاترك هذا العمل الذي يمنعك، وانتقل لغيره، ولا يكون عملك هذا عذرا في التخلف عن الجمعة، ما دمت تجد غيره، لأنك مطالب بالسعي إلى الجمعة، وترك ما يُشغِلُ عنها، كما في الآية السابقة: فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ـ وإن لم تجد غيره، وأمكنك أن تأخذ إجازة يوم الجمعة، وجب عليك السعي إليها، لأنك قادر على حضور الجمعة بأخذ الإجازة، وإن لم يمكن هذا، ولا ذاك، وعلمت أنك لو ذهبت لطردت من العمل، أو نقص من راتبك ما تتضرر به، فنرجو أن لا حرج عليك في التخلف عنها، وتصلي ظهرا حينئذ، ولا تصلي جمعة، وانظر الفتويين: 125613، 320320.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني