الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالفشل في جميع نواحي الحياة وعدم قبول التوبة

السؤال

أنا شاب أدرس في كلية الطب، مَنَّ الله عليّ بالاستقامة منذ سنتين، بعد أن كنت غارقًا في ذنوب كثيرة، وقد ابتليت بالنظر إلى المحرمات لسنين عديدة، وأشعر أن ربي عز وجل لم يقبل توبتي؛ فأنا أعيش في عذاب نفسيّ شديد، ونكد، وضيق، ولا أجد من أشتكي إليه، ولم أوفَّق في شيء في حياتي، وأصبحت في دراستي أسوأ من السابق بكثير بعد أن كنت متفوّقًا، وكان حلمي في الحياة حفظ القرآن الكريم، وعندما ذهبت لقارئ متقن، رفضني.
أشعر أني منبوذ اجتماعيًّا، وشخصيتي ضعيفة، ولا أُجيدُ التعامل مع أحد، ولا أحدَ يعطيني قيمة غير والدتي المريضة، ونعيش في ظروف مادية صعبة، وأشعر أني فاشل في كل شيء، وأحسّ بالعذاب في كل نَفَسٍ أتنفّسُه، بل إنني بدأت أتمنى الموت، فهل سيعاقبني الله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دمتَ تائبًا إلى ربك تعالى؛ فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتائب -كما يقول شيخ الإسلام-: غير معاقب لا في الدنيا، ولا في الآخرة، لا شرعًا، ولا قدًرا. فهوِّنْ عليك، واطرحْ تلك الأفكار عنك.

وينبغي أن تستشير مختصًّا نفسيًّا فيما تعاني منه.

وعليك أن تجاهد نفسك في التخلّص من هذه الحال السيئة.

فأما القرآن فإنْ رفض شيخٌ تحفيظَك، فابحث عن غيره؛ فأهل الخير كثير.

وابحث عن الرفقة الصالحة، فاندمجْ معها، وصاحِبْها.

وابحث عن عيوبِك، فاجتهد في إصلاحها.

وركِّزْ في دراستك جدًّا؛ لتعود لمستواك السابق وأكثر.

وأحسِنْ إلى والدتك المريضة.

وادعُ الله كثيرًا أن ييسّر أمرك، ويذهب عنك تلك الصِّعاب.

وثِقْ بالله، وأحسن الظن به، واصبرِ على هذا البلاء، مع الأخذ بأسباب تلافيه.

ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات في الموقع عبر الرابط التالي: http://www.islamweb.net/ar/consult/index.php

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني