الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية ترك المعاصي خشية العقاب

السؤال

ما حكم من يترك المعاصي لأنه يشعر أنه سيعاقب في الدنيا بعقاب معين؛ كأن يمرض والده مثلا؟ وهل هذا من سوء الظن بالله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن ترك المسلم للمعصية خشية أن يصيبه الله بعقاب معجل في الدنيا؛ هو ترك مشروع مثاب عليه، والقرآن العظيم مليء بالنصوص التي تخوف العباد من العقوبات الدنيا العاجلة. ومن ذلك: النصوص التي فيها ذكر العقوبات التي أصابت الأمم السابقة.

وانظر في هذا الفتويين: 361885 - 192991.

واعلم أن ترك المعصية لا يفتقر إلى الإخلاص والنية للسلامة من عقوبة المعصية وتبعتها، وإنما يفتقر إلى النية في حصول الثواب والأجر على الترك، على أن بعض العلماء ذكر احتمالًا أن يثاب المسلم على ترك المعصية ولو دون نية، وراجع في هذا الفتويين: 332854 - 147019.

وأما معقابة العاصي بإمراض والده؛ فلا نعلم ما يدل عليه في الشرع، ومن سوء الظن بالله اعتقاد أنه يعاقب أحدا بغير جرم أو بجرم غيره.

قال ابن القيم في زاد المعاد: ومن ظن به أنه يغضب على عبده ويعاقبه ويحرمه بغير جرم، ولا سبب من العبد؛ إلا بمجرد المشيئة، ومحض الإرادة؛ فقد ظن به ظن السوء. اهـ.

وانظر للفائدة الفتوى: 251854.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني