الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاشتراك في منصة لقراءة الكتب هل يبيح نشرها؟

السؤال

هنالك تطبيقات باشتراك شهري لقراءة الكتب، وهذه التطبيقات تتّفق مع دور النشر لعرض كتب تلك الدور في هذه التطبيقات مقابل اشتراك شهري تتقاضاه من القراء، فهل يجوز لي أن أنشر مجانًا الكتب التي أصل إليها بعد أن أدفع الاشتراك؟
فأنا أدفع 500 ريال شهريًّا لمنصة تعرض لي جميع الكتب مجانًا، فأحمّل تلك الكتب، وأنشرها مجانًا للأصدقاء، مع العلم أن هذه المنصة لم توضح أن إعادة النشر، أو التحميل، أو ما شابه؛ محظورة، كما أنها لم تبيّن إباحتها، فما حكم ذلك؟
وإذا اشتريتُ كتابًا ما، أفلا أعدّ المالك لذلك الكتاب، ولي حرية التصرّف به كما شئت؟ فإذا اشتريت سيارة، وأعرتها لمن أريد ليل نهار مجانًا؛ فهل أنا أضرّ شركة السيارات؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن حقوق الملكية الفكرية، ونحوها من الحقوق المعنوية؛ مصونة ومملوكة لأصحابها، ولا يجوز التعدّي عليها، وهذا الذي صدر به قرار مجمع الفقه الإسلامي، وغيره من المجامع العلمية.

وبناء على ذلك؛ فإن الكتب إن لم يكن مسموحًا بنشرها من الجهة المالكة لحقوق النشر؛ فلا يجوز نشرها دون إذن منهم.

والإذن المقيّد بالقراءة والاطّلاع على النسخة الإلكترونية لا يعطي المشترك الحقّ في نشر الكتاب.

وحق الملكية الفكرية هذا حقّ خاصّ يبقى على ملك صاحبه، لا يُتصرّف فيه إلا بإذنه.

ومن ثم؛ فليس الأمر كسيارة تشتريها، ثم يكون لك الحق في التصرّف فيها بكافة التصرفات، وانظر الفتوى: 177267.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني