الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انتفاع المسلِم في بلاد الغرب بالمساعدة التي تُعطَى لمن يرحّل إلى بلده الأصلي

السؤال

أنا شاب كنت أدرس في بلد أجنبيّ، ثم خرجت منها بسبب الحرب، وأنا الآن في بلد آخر، ولكنهم لم يسمحوا لي بالإقامة، ويريدون أن يرجعوني إلى بلدي الأصلي، وأعمل حاليًّا في مطعم، وعلمت أنهم يعطون من يرحل إلى بلده مبلغ 2500 يورو كمساعدة لبداية حياته في بلده، مع العلم أني ليس لديّ دخل في بلدي؛ لأن والدي قد منع عني المصاريف، وأخبرني أن أستقلّ، والذي جمعته من العمل هنا يقارب 1000 يورو، وقد قرّرت أن آخذ هذا المبلغ مع ما جمعت، وأعود، وأبدأ به حياتي هناك، فهل يجوز لي أخذ هذا المبلغ أم لا؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا لم يكن هناك غشّ، ولا تحايل في أخذ تلك المعونة؛ فلا حرج عليك في أخذها، والانتفاع بها في فتح مشروع مباح ببلدك.

وأما إن كان شرط استحقاق تلك الهبة لا ينطبق عليك؛ فلا يجوز لك التحايل والخديعة من أجل الحصول عليها؛ لأن التحايل، والخديعة، والكذب، أوصاف وأخلاق ليس للمسلم أن يتّصف بها، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من غشّ؛ فليس منّي. وفي صحيح ابن حبان: من غشّنا؛ فليس منّا، والمكر والخداع في النار.

وهذا يعم كل غشّ، وكل خديعة، وكل مكر، في أيِّ مجال كان، وفي حق أيِّ شخص، كما يتبيّن من ألفاظ الحديث.

وعلى المسلمين المقيمين في ديار الغرب أن يكونوا مثالًا وقدوة حسنة، وأن يبيّنوا أخلاق الإسلام، وأن يحبّبوا غيرهم إليه بحسن التزامهم بآدابه وتعاليمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني