الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أعيش خارج بلدي، وأنا المعيل الوحيد لأمي، وقد رغبت في إحضارها للإقامة الدائمة معي، لكن واحدة من الأوراق المطلوبة لتمام ذلك شهادة انفصال عن أبي، وهي لا تملكها لبعد السنين، فذلك منذ 1986، وتوجد صعوبة بالغة في استخراجها من بلدي، ولا يجوز استخراجها إلا بواسطة أبي، وهو يعيش في مكان لا يمكنه الذهاب للجهات الرسمية لاستخراجها، فذهبت إلى سفارة بلادي، فقالوا إنهم يستطيعون المساعدة باستخراج خطاب يحتوي على أنني العائل الوحيد لها هنا، لكن لا بد أن أوقع على شهادة لاستخدامهم الخاص ـ تُحفظ عندهم، وليست المرسلة إلى شرطة البلد التي أعيش فيها ـ وأن أبي قد توفي منذ سنة: 1986 ـ سنة الطلاق ـ وليس لدينا شهادة وفاة، وأبي لا يزال حيا ـ ولله الحمد ـ
أشعر بحرمة الكذب في هذا الأمر، رغم أن نيتي هي إعالة أمي وبرها، لأنني ابنتها الوحيدة، وليس لها غيري أبدا، لكن أمر الله أعظم في قلبي.
أفتوني في أمري، جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقك وأن يتقبل سعيك في بر والدتك، واعلمي أن الكذب محرم من حيث الأصل، لكن إذا تعين الكذب سبيلا لتحصيل مصلحة، ولم يكن فيه مضرة على أحد، فلا بأس به حينئذ، وانظري في بيان هذا الفتاوى: 139250، 138283، 189805.

وعليه: فإن لم تكن هناك وسيلة لتحقيق مصلحة لحوق والدتك بك إلا بالكذب، ولم يترتب على الكذب مضرة على أحد، فلا إثم عليك فيه ـ إن شاء الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني