الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المال المكتسب من قناة تبث الألعاب

السؤال

توجد منصة يمكن للشخص أن يبث للمتابعين فيها ما يشاء، ويمكن للمشاهدين أن يدعموا الشخص الذي يبث بالمال. أغلب ما في المنصة بث للألعاب، وهو ما أريد أن أفعله.
فهل يحرم البث المباشر للألعاب، حيث إنه يضيع وقت المتابعين؟
في حالة كان الجواب بالحرمة. هل إضافة معلومات عامة -دينية إلخ- خلال البث يجعله حلالا، حيث إنه سوف ينتج عن البث منفعة؟ أم إن علة التحريم هي المبثوث؟
إذا كان يجوز بضوابط شرعية. هل الدعم المالي من المتابعين حلال للشخص الذي يبث؟
جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالألعاب المباحة التي تخلو من المحرمات؛ يجوز بثها على المنصات الإلكترونية.

وأمّا الألعاب المحرمة؛ فلا يجوز بثها، ولو اشتملت على نصائح، أو معلومات نافعة.

وقد بينا ضوابط الألعاب المباحة في كثير من الفتاوى السابقة، وراجع على سبيل المثال الفتويين: 121526، 393550.
لكن نصيحتنا للسائل أن يبث للناس ما ينفعه وينفعهم مما يحتاجون إليه في أمور دينهم، أو في أمور دنياهم المشتملة على المصالح المعتبرة شرعا.

وينبغي للمسلم أن يعمر وقته بما ينفعه في دنياه وأخراه، وأن يحذر من تضييع أوقاته في اللهو واللعب، فإن المرء مسؤول عن وقته، كما في الحديث عَنْ ‌أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا تَزُولُ ‌قَدَمَا عَبْدٍ ‌يَوْمَ ‌الْقِيَامَةِ حَتَّى ‌يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ. أخرجه الترمذي، وقال: حسن صحيح.

وتبرع المتابعين بالمال لمن يبث شيئا مباحا؛ جائز، لكن لا ينبغي بذل المال إلا فيما يفيد دنيا أو أُخرى، فالمال أيضا يُسأل عنه صاحبه فيم أنفقه، كما في الحديث.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني