الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا....

السؤال

ما معنى قوله تعالى: ولقد ءاتينا داود منا فضلا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد قال ابن كثير في تفسيره، مبيّنا المعنى العام لهذه الآية التي سألت عنها: يخبر -تعالى- عما أنعم به على عبده ورسوله داود -صلوات الله وسلامه عليه- مما آتاه من الفضل المبين، وجمع له بين النبوة والملك المتمكن، والجنود ذوي العَدَد والعُدَد.

وما أعطاه ومنحه من الصوت العظيم، الذي كان إذا سبح به تسبح معه الجبال الراسيات، الصم الشامخات، وتقف له الطيور السارحات، والغاديات والرائحات، وتجاوبه بأنواع اللغات.

وفي الصحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سمع صوت أبي موسى الأشعري يقرأ من الليل، فوقف فاستمع لقراءته، ثم قال: " لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود. اهـ.

وقد اختلف أهل العلم في الفضل الوارد في هذه الآية، على عدة أقوال، ذكرها الشوكاني في فتح القدير، مبيّنا الأولى منها بالصواب، فقال: واختلف في هذا الفضل على أقوال: فقيل: النبوة، وقيل: الزبور، وقيل: العلم، وقيل: القوة، كما في قوله: واذكر عبدنا داود ذا الأيد، وقيل: تسخير الجبال، كما في قوله: يا جبال أوّبي معه. وقيل: التوبة، وقيل: الحكم بالعدل، كما في قوله: يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق. وقيل: هو إلاَنة الحديد، كما في قوله: وألنَّا له الحديد. وقيل: حسن الصوت.

والأولى أن يقال: إن هذا الفضل المذكور هو ما ذكره الله بعده، من قوله: يا جبالُ... إلى آخر الآية. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني