الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النادم التائب مغفور له

السؤال

أنا أم، ولديَّ طفل، بعد عام من ولادته شككت أني حامل، فأصابني انهيار خوفا من حدوث ذلك، وبكيت، وارتكبت إثما عظيما حيث قلت: لا أريد أن يرزقني الله الآن. فليرزق من هو محروم، وليس أنا. وبعد ذلك ندمت ندما شديدا، واستغفرت. ومرت سنوات عديدة وأنا أحاول أن أنجب، ولكن لا جدوى.
فهل هذا يعني أن الله غاضب علي ولم يغفر لي، ولن يغفر لي مهما فعلت؟
هل أنا من المغضوب عليهم إلى يوم الدين مهما فعلت من طاعات؟
أنا أكتب والحسرة تملأ قلبي. ماذا أفعل؟
وهل الله -عز وجل- يغفر ذنبا كهذا أو لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالله -تعالى- غفور رحيم، ومهما كان الذنب عظيما فإن الله -تعالى- يغفره لمن تاب.

وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

فما دمت قد تبت من هذا التسخط، وتلك الكلمات، فأحسني ظنك بالله، وثقي بجوده وكرمه، وواسع عفوه -سبحانه- وأنه سيتوب عليك.

ثم خذي بأسباب الإنجاب كمراجعة الأطباء ونحو ذلك، ومن جملتها لزوم الدعاء بأن يرزقك الله الذرية الصالحة.

ولستِ -إن شاء الله- من المغضوب عليهم، بل ما دمتِ قد تبتِ فأنتِ على خير كثير، وأكثري من فعل الطاعات والحسنات الماحيات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات.

وفوضي أمرك لله، وارضي بما يقسمه لك، عالمة أن اختياره هو الخير، وأنه -سبحانه- يعلم، والعباد لا يعلمون.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني