الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التوبة من بعض الذنوب دون غيرها

السؤال

ما حكم من دَلَّ صديقه على كيفية فعل معصية، ولم يتب هو من فعل هذه المعصية، ولكن تاب من إرشاد الناس إليها؟
هذه المعصية هي مشاهدة الأنمي، فقد قمت بإخبار صديقتي بكيفية استخدام تطبيق لمشاهدة الأنمي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمشاهدة الإنمي في نفسها ليست محرمة، وإنما المحرم ما قد تشتمل عليه من منكرات، وقد بينا ضوابط جواز مشاهدتها في الفتوى: 428914.

وعليه؛ فلا إثم عليك في المشاهدة، ولا في دلالة صاحبتك على كيفية المشاهدة إذا سلم ما تشاهدانه من المحاذير.

فإن اشتمل على شيء منها، فعليكما الكف عنه، وتبرأ ذمتك تجاه صاحبتك بنصحها، وأن تبيني لها ضوابط تلك المشاهدة، وتنهيها عن مشاهدة ما لا يجوز، ومن ثَمَّ؛ فلا يكون عليك إثم والحال هذه.

وعليك أنت أيضا أن تقتصري على مشاهدة ما تحل مشاهدته، ففي الحلال غنية بحمد الله عن غيره.

وأما من تاب من الدلالة على المعصية، فإن توبته تقبل، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وليس من شرط صحة التوبة أن يتوب من جميع الذنوب، بل إن التوبة تصح من ذنب دون آخر، كما هو مذهب الجمهور على ما حكاه النووي وغيره.

وعليه؛ فإنه إن تاب من هذا الذنب قبلت توبته، ولم يكن مؤاخذًا بعمل ذلك الشخص للذنب، وانظري الفتوى: 50160.

ثم إن أمكنته النصيحة لذلك الشخص، فينبغي له أن يؤديها قيامًا بواجب النصح للمسلمين، وليبرئ ذمته بيقين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني