الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

قرأت لكم فتوى برقم: 389041، وفيها: وقال الحصكفي في الدر المختار: ويحرم سؤال العافية مدى الدهر، أو خير الدارين ودفع شرهما. وسؤالي هو: هل هناك تعارض بين المذكور أعلاه من تحريم سؤال العافية أبد الدهر، وبين حديث نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم والذي مفاده: اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم يقل أحد من شراح الحديث المذكور أن العافية المطلوبة تعم السلامة من جميع الآفات؛ لأن ذلك من سؤال الله ما لم يُقدِّره، فإن العبد لا بد أن يصيبه شيء مما يكره كالموت وسكراته، ووحشة القبر ونحو ذلك.

وعلى هذا، فيكون العموم في (العافية) المذكورة في الحديث، يراد به الخصوص. فيكون المراد: اللهم ارزقني العافية التي لا تمتنع على مثلي.

قال العلامة ابن عابدين في حاشيته (رد المحتار على الدر المختار): وَكَذَا قَوْلُهُ: اللَّهُمَّ أَعْطِنِي خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ لِأَنَّهُ مُحَالٌ، فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يُرَادَ الْخُصُوصُ بِغَيْرِ مَنَازِلِ الْأَنْبِيَاءِ وَمَرَاتِبِ الْمَلَائِكَةِ، وَلَا بُدَّ أَنْ يُدْرِكَهُ بَعْضُ الشُّرُورِ وَلَوْ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَوَحْشَةِ الْقَبْرِ، فَكُلُّهُ حَرَامٌ. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني