الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصافحة الأجنبي وتقبيله ومعانقته للمرأة العجوز

السؤال

كنت أعمل في مكان خاص بسيدة كبيرة في سن جدتي، وكانت تحبني كثيرا، وتعتبرني مثل حفيدها، وكانت تعانقني وتقبلني. هل في هذا الأمر حرمة؟
وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمصافحة النساء الأجنبيات حرام؛ لقول رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ. رواه الطبراني.

واستثنى بعض العلماء العجوز التي لا تُشتهى، إذا أمنت الفتنة.

قال ابن نجيمٍ في كتابه (البحر الرائق): وَلَا بَأْسَ بِمُصَافَحَةِ الْعَجُوزِ الَّتِي لَا تُشْتَهَى. انتهى.

وقال الرحيباني في كتابه (مطالب أولي النهى): وَحَرُمَ مُصَافَحَةُ امْرَأَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ شَابَّةٍ، أَيْ: حَسْنَاءَ، لِأَنَّهَا شَرٌّ مِنْ النَّظَرِ إلَيْهَا. أَمَّا الْعَجُوزُ غَيْرُ الْحَسْنَاءِ، فَلِلرَّجُلِ مُصَافَحَتُهَا؛ لِعَدَمِ الْمَحْظُور. انتهى.

وانظر الفتويين: 56973، 31780.

وأما تقبيل ومعانقة المرأة العجوز؛ فلم نر من قال بجوازهما، والأصل بقاء أحكام الأجنبية في المرأة العجوز إلا ما استثناه العلماء.

وعلى هذا؛ فالواجب عليك التوبة مما حصل من ذلك في الماضي، والكفّ عنه في المستقبل، وعسى الله أن يعفو عنك؛ لجهلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني