الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إعطاء شهادة وهمية مقابل مال من الغش والرشوة

السؤال

أنا طالبة بالفرقة الأخيرة في الجامعة، والجامعة تشترط علينا عمل محو أمية لعدد من الأشخاص. ويصعب عليّ إيجاد هؤلاء الأشخاص الذين يمكنني عمل محو أمية لهم، ولكن اقترحت عليّ إحدى زميلاتي أن أتواصل مع موظفة ما، وستقوم بعمل ما يفيد أني قمت بمحو الأمية عنهم، في مقابل أن أجلب لها هدية.
فهل هذا يعد رشوة أو لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي فهمناه من سؤالك؛ أنّ الموظفة المذكورة ستقوم بتزوير شهادة تفيد قيامك بمحو أمية بعض الأشخاص، وسوف تعطينها هدية مقابل هذا العمل.

وإذا كان كذلك؛ فلا يجوز لك فعل هذه الحيلة؛ فهي غش وكذب وخداع، وكل ذلك حرام؛ ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ... من غشّ فليس مني.

وفي صحيح ابن حبان: من غشنا فليس منا، والمكر، والخداع في النار.

وما تأخذه الموظفة مقابل هذا التزوير؛ فهو رشوة محرمة عليها، وعلى من يعطيها.

ففي سنن أبي داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي.

فبيني للمسؤولين في الجامعة ما تجدينه من الصعوبة في إنجاز العمل المطلوب بخصوص محو الأمية؛ ليدلوك على السبيل المشروع، أو المخرج المباح من هذه الصعوبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني