الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تَذَكُّر الأمور المحزنة من حِيَل الشيطان لإضعاف قلب العبد وهِمَّته

السؤال

أنا امرأة متزوجة منذ سنة، وللأسف لا أُحِس بشيء في العلاقة مع زوجي، وأصبحت أقوم بالعادة السرية تقريبا مرتين في الشهر، وفي كل مرة أندم ندمًا شديدًا، وأكره نفسي، وأتوب إلى الله توبة نصوحًا، أتمنى دائما التخلص من هذه العادة؛ لأنها فعلا النقطة السوداء في حياتي.
ومشكلتي الآن أننا قررنا الحمل، فقمنا بعلاقة بدون مانع لأول مرة، وللأسف قمت بالعادة في نفس اليوم، والآن اكتشفت أنني حامل، ولأنني مرتبطة جدًّا بالتواريخ، سأتذكر دائما أن اليوم الذي كُتِب لي فيه الحمل قمت فيه بخطيئة، وندمت جدا، ولا أعلم هل سيغفر لي ربي؟ وكيف سأسامح نفسي؟ ولا أدري كيف أنسى، وأفرح بأول حمل لي؟ وأستغفر الله من هذا الذنب الكبير، وكلي يقين أنها أكثر مرة سأندم فيها، وأعاهد الله أنني لن أعيدها طوال حياتي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دمتِ قد ندمتِ على ما فعلتِ، وتبتِ إلى الله -عز وجل-، فأنت على خير. فثقي بربك، وأحسني الظن به، وأَمِّلِي فيه ما يسرك، ففضله عظيم، ورحمته واسعة، وهو القائل سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه: 82}.

واحرصي على استشراف المستقبل، وإحسان العمل فيه، ولا تتركي مجالا للشيطان ليعيد عليك أي ذكريات يمكن أن تنكد عليك حياتك، بل استعيذي بالله من الشيطان الرجيم، ليدفع الله عنك شره، فهو عدو بني آدم، ولذلك يحرص على كل ما يمكن أن يدخل عليه به الأحزان.

قال ابن القيم في طريق الهجرتين: ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن، قال تعالى: إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين ءامنوا. فالحزن مرض من أمراض القلب يمنعه من نهوضه، وسيره، وتشميره... انتهى.

وهذا كله مما يعينك على نسيان الماضي، هذا بالإضافة إلى تذكر نعمة هذا الحمل، والحرص على شغل الوقت بما ينفعك في دينك ودنياك.

وينبغي أن تتفاهمي مع زوجك فيما يتعلق بأمر العلاقة، وأنه ينبغي لكل منكما أن يراعي آداب الاستمتاع التي ورد بها الشرع، وحاجة الآخر، لتكون العلاقة بينكما على أحسن حال، قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة: 228}.

وراجعي لمزيد الفائدة الفتاوى: 3768، 27662، 65583، 432415.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني