الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكمة التشديد في امتناع المرأة عن فراش زوجها

السؤال

لماذا الزوجه تلعنها الملائكه إذا رفضت زوجها ولا تلعن الزوج؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن اللعن من الملائكة يقع على الزوجة إذا منعت زوجها حقه في المعاشرة، وبات غضبان عليها.

قال الشوكاني في نيل الأوطار: قوله: فأبت أن تجيء، فبات غضبان عليها ـ المعصية منها تتحقق بسبب الغضب منه، بخلاف ما إذا لم يغضب من ذلك، فلا تكون المعصية متحققة، إما لأنه عذرها، وإما لأنه ترك حقه من ذلك، وقد وقع في رواية للبخاري: إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها ـ وليس لفظ المفاعلة على ظاهره، بل المراد أنها هي التي هجرت، وقد يأتي لفظ المفاعلة ويراد بها نفس الفعل، ولا يتجه عليها اللوم إلا إذا بدأت هي بالهجر فغضب هو لذلك، أو هجرها وهي ظالمة، فلم تتنصل من ذنبها وهجرته، أما لو بدأ هو بهجرها ظالما لها فلا. اهـ.

أما مسألة التشديد في امتناع المرأة عن فراش زوجها، بما لم يرد مثله في حق الرجل: فهذا يمكن أن تلتمس حكمته في معرفة الفرق بين حاجة الرجل والمرأة للجماع، أو صبرهما عنه، فصبر الرجل عن ذلك أقل من المرأة، ومن ثم؛ فحاجته أعظم! وراجعي الفتوى: 183865.

لكن إذا امتنع الزوج من إعطاء زوجته حقها في المعاشرة بدون عذر فإنه آثم، وقد فعل ما يتنافى مع ما أمر الله تعالى به من حسن معاشرة الأزواج، فقد قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء: 19}.

ويحق لها في هذه الحالة طلب الطلاق للضرر، فإن أبى فلها أن ترفع أمرها إلى المحكمة الشرعية لإزالة الضرر عنها.

وانظري الفتاوى:466501، 8935، 456598.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني