الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث: مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا الله فِيهِ....

السؤال

ما معنى المجلس في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا الله فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً. فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ. رواه الترمذي في "السنن" (3380)؟
وهل الأكل والنوم يعتبران مجلسا؟ وإذا دخلت غرفة يوجد فيها مجلس: أشخاص، لفعل حاجة لدقيقة، ثم خرجت. هل عليّ ذكر الله، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأعتبر قد شاركتهم في المجلس؟
وهل المشي في الطريق إلى المسجد، يدخل في الحديث؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمراد بالمجلس في هذا الحديث ما يطول من المجالس، ويكثر فيه اللغط، ويزداد فيه كلام الناس الذي قد لا يخلو مما يحتاج لتكفير، فيكفر ذلك عنهم ذكر الله، والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم. وليس من ذلك دخولك غرفة لوقت قصير ونحو هذا، وسواء كان هذا المجلس لأكل أو غيره، فهو داخل في العموم إن كان من تلك المجالس العامة التي يكثر لغط أهلها.

ويدل لما ذكرناه رواية الحاكم لهذا الحديث، وصححه، ووافقه الذهبي.

ولفظه: أيما قوم جلسوا فأطالوا الجلوس، ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله تعالى، أو يصلوا على نبيه كانت عليهم تِرة من الله، إن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم.

وتسقط تلك التبعة بكل ما كان ذكرا لله تعالى.

قال الصنعاني: (أيما قوم جلسوا فأطالوا الجلوس، ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله تعالى) بأي نوع من الذكر. (أو يصلوا على نبيه) المراد به محمَّد -صلى الله عليه وسلم- لأنه المفهوم. (كانت عليهم ترة من الله) أي نقص، وقيل: تبعة، وقيل: حسرة وندامة؛ لتفرقهم قبل أن يأتوا بذكر يكفر به عن لغطهم وكثرة حديثهم (إن شاء الله تعالى عذبهم) بما أتوا به من اللغط، والحديث اللازم لإطالة الجلوس، أو عذبهم بنفس ترك ذكره (وإن شاء غفر لهم) وفيه الحث على ذكر الله تعالى بالمجالس العامة؛ فإنها مظنة الغفلة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني