الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستفادة من مال المنحة الدراسية في غير الدراسة

السؤال

أعيش في بلد أوروبي كلاجئ، وقدمت الحكومة منحة بقيمة: 10 آلاف يورو، لدراسة اللغة المحلية، فقمت ببذل الجهد، ودرست اللغة في المنزل، وسعيت للتفاعل مع زملائي في الجامعة، وشهدت تطورًا كبيرًا في لغتي -والحمد لله-، وقدمت لامتحان اللغة المطلوب من قبل الحكومة، وبقي في حسابي حوالي: 7 آلاف يورو.
فهل يحق لي الاستفادة من هذا المبلغ؟ حيث إنه لا يمكنني سحب هذا المبلغ إلا من خلال المدرسة، فقمت بالبحث، ووجدت مدرسة عربية يمكنها سحب المبلغ كاملاً، حيث تأخذ المدرسة نسبة حوالي: 50%، دون أي مقابل، وكانت الحكومة في السابق تحول المبلغ مباشرة إلى حسابات الأفراد في البنوك، ولكن نظرًا لأن العديد منهم لا يستخدمونه في دراسة اللغة -كما هو مطلوب- فقد تغيرت السياسة، وأصبح السحب يتم عن طريق المدارس فقط، وأنا غير راضٍ عن استلام هذا المبلغ، ولكن عليَّ ديون أرغب في تسديدها، فهل يمكنني سحب هذا المال؟
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي يظهر أن الجهة المانحة لم تدفع ذلك المال لأجل أن تتملكه أنت، وإنما أرادوه أجرةً لتعليمك اللغة في المدارس، وإذا كان هذا هو الواقع، فإن تلك النقود تتعين أجرةً، ولا تملكها أنت.

جاء في أسنى المطالب: وَلَوْ أَعْطَاهُ دَرَاهِمَ، وَقَالَ: اشْتَرِ لَك بِهَا عِمَامَةً، أَوْ اُدْخُلْ بِهَا الْحَمَّامَ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، تَعَيَّنَتْ لِذَلِكَ، مُرَاعَاةً لِغَرَضِ الدَّافِعِ، هَذَا إنْ قَصَدَ سَتْرَ رَأْسِهِ بِالْعِمَامَةِ، وَتَنْظِيفَهُ بِدُخُولِهِ الْحَمَّامَ، لِمَا رَأَى بِهِ مِنْ كَشْفِ الرَّأْسِ، وَشَعَثِ الْبَدَنِ، وَوَسَخِهِ، وَإِلَّا -أَيْ وَإِنْ لَمْ يَقْصِدْ ذَلِكَ- بِأَنْ قَالَهُ عَلَى سَبِيلِ التَّبَسُّطِ الْمُعْتَادِ، فَلَا تَتَعَيَّنُ لِذَلِكَ، بَلْ يَمْلِكُهَا، أَوْ يَتَصَرَّفُ فِيهَا كَيْفَ شَاءَ. اهــ.

وما دمت لم تدرس في المدارس، فالواجب رده إلى الجهة المانحة، لأنه ليس ملكا لك، أو تخبرهم بحقيقة ما جرى، فإن أذنوا لك في تملكه فذاك، وإلا؛ فالمال مالهم، وهم لم يدفعوه لك لتتملكه، وكونك مَدِينًا، هذا لا يبيح لك أن تأخذ مال غيرك بدون إذنه، لتسدد به ديونك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني