الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

إذا قامت أختي بإرضاع ابني الرضيع، فهل ابنتي الكبرى تحرم على ابن أختي؟ علما بأن ابنتي عمرها سنتان، وأربعة أشهر، وقد سمعت بوجود خلاف في مدة الرضاع، وهل هو في سنتين، أو سنتين ونصف؟ وهل يجوز لأختي أن ترضع ابنتي التي عمرها سنتان وأربعة أشهر، حتى تصبح أختا من الرضاعة لابنها؟ ولو أردت الإرضاع، ولم يكن عندي حليب للإرضاع، فهل يجوز أن آخذ هرمونات، أو حبوبا، حتى يحصل عندي حليب، وأرضع ابن أختي؟ وهل هذا الرضاع يحقق حرمة الرضاعة؟ وهل إذا سحبت حليبا، وأعطيته لابن أختي الرضيع، يحسب هذا رضاعا؟ أم يجب أن يكون مصا من الثدي، حتى يصبح ابني من الرضاعة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن قامت أختكِ بإرضاع ابنكِ الصغير، وكان عمره دون السنتين، فإنه يكون ابنا لها من الرضاع، ويكون أخا من الرضاع لأولادها -الذكور منهم، والإناث- ولا تكون ابنتكِ أختا لهم، فيجوز لابن أختكِ الزواج من ابنتكِ.

وصحيح ما سمعت من أن هنالك خلافا بين الفقهاء في تأثير الرضاع بعد الحولين في التحريم، والراجح عندنا أن من شرط التحريم بالرضاع كونه في الحولين، وسبق بيان ذلك بأدلته في الفتوى: 48665. وراجعي للمزيد الفتوى: 187659.

وبناء على هذا؛ فإرضاع أختكِ ابنتكِ وهي في هذا العمر لا يحرمها على ابنها، واللبن الناتج عن تعاطي الدواء تثبت به الحرمة، فإن أرضعت ابن أختك من هذا اللبن فإنك تكونين أماً له من الرضاع، كما أوضحناه في الفتوى: 382237.

ولا يشترط لثبوت التحريم بالرضاع التقام الثدي، فلو سحب اللبن بحقنة، أو شربه الطفل من إناء، فإنه يثبت به التحريم، ويمكن مطالعة الفتوى: 145331.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني