الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقابلة الإحسان بالإحسان من شيم كرام الناس

السؤال

سافرت منذ الصغر، وكنت حريصا كل الحرص أن أسعد أمي، وأبي، وإخوتي، وقد فعلت -والحمد لله- وكان إخوتي في ذلك الوقت في مراحل التعليم المختلفة، ولم أقصر في شيء، وكنت أرسل لهم كل ما أملك حتى أسعدهم، وكنت غير متزوج، وكان بعض أقاربي يقولون: حرام عليك، لماذا ترسل هذه المبالغ بكثرة؟ وقد كبر الإخوة، وسافروا، وساعدتهم في سفرهم، وساعدت في بناء البيت، والآن كأنني لم أفعل شيئا، والوالدان يريدان كل شيء للإخوة، وكل واحد يعمل لنفسه، وأولاده، مع العلم أنني لم أسافر منذ زمن بعيد، ولا أريد منهم أي شيء، بل تغيرت المعاملة حتى من الأبوين.... وقد اشتريت سيارة للوالد، وباعها، ولم يذكر أنني ساهمت في شرائها، واشتريت معه المنزل، وتم هدمه، وبناؤه، وأنا الذي ساهمت بالمبلغ الأكبر في البناء، لا أريد منهم شيئا، لكن يحزنني ما يفعلونه من معاملتي، وتحيزهم نحو إخوتي، وأبنائهم، وتجاهلي أنا وأولادي، فبذلك يقسو قلبي نحوهم... فهل علي إثم، أو ذنب؟ أرجو الإفادة حتى لا يقسو قلبي....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن لم يتعدَّ الأمر الشعور القلبي تجاه أهلك، بسبب معاملتهم لك، فلا إثم عليك في ذلك؛ لأن هذا مما لا تملك التحكم فيه، ولا يحصل باختيارك، وقد قال الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب: 5}.

ولكن عليك الحذر من أن يترتب على ذلك ما يؤذي أحدا منهم من قول، أو فعل، ولاسيما الوالدان؛ لأن هذا قد يؤدي للعقوق، وينبغي للمسلم أن يحفظ المعروف لمن قدم إليه معروفا، ويحسن إلى من أحسن إليه، فهذا من شيم الكرماء، لا أن يقابل الإحسان بالإساءة، فذلك من شأن اللؤماء.

ونوصي بالحرص على الإصلاح، والعمل على أن تكون العلاقة بين الأرحام على أحسن حال، وذلك بدعاء الله سبحانه، وسؤاله التوفيق، ثم الاستعانة بالعقلاء من الناس، ومن يرجى أن يكون لقوله تأثير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني