الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من حسن العشرة مراعاة كل من الزوجين مشاعر بعضهما

السؤال

زوجتي ترفض أن تناديني باسمي رغم أني قد طلبت منها ذلك ألف مرة، وأنا أحب أن تناديني باسمي، ولكنها ترفض. متزوجان منذ حوالي 29 سنة.
هذا شيء يضايقني أكثر مما تتصورون. يعني الغرباء ينادونني باسمي، وزوجتي ترفض، وهذا الشيء سبب لي مشكلة نفسية، وتوترا.
أرجو منكم نصيحة لي، أو لها، ودمتم بخير إن شاء الله، وأحب أن أضيف أن عدم مناداتي باسمي أثر سلبا على علاقتي معها، وهي تعتبر الأمر سخيفا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فينبغي لزوجتك أن تناديك باسمك الذي تحب أن تنادَى به، أو بكنيتك، فقد ذكر أهل العلم أن من آداب الصحبة أن ينادي الشخص صاحبه بما يحب أن ينادى به.

قال المناوي في فيض القدير: آداب الصحبة: منها كتمان السر، وستر العيوب، والسكوت عن تبليغ ما يسوءه من مذمة الناس إياه، وإبلاغ ما يسره من ثناء الناس عليه، وحسن الإصغاء عند الحديث، وترك المراء فيه، وأن يدعوه بأحب أسمائه إليه.... انتهى.

والزوجة صاحبة، ففي محكم التنزيل: وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا {الجن: 3}.

وننصح بأن تتفاهم مع زوجتك برفق في هذا الأمر، ومحاولة معرفة سبب رفضها مناداتك باسمك، فقد يكون في أعرافهم أن من العيب أن تنادي الزوجة زوجها باسمه، واعتبار أن ذلك نوع من عدم الأدب مع الزوج، وهذا موجود في بعض المجتمعات، وخاصة الريفية، والبدوية، ومن حسن العشرة أن يراعي كل من الزوجين مشاعر الآخر، ولا تنسوا الفضل بينكم، خاصة مع طول هذه المدة بينكما في الحياة الزوجية.

ونحسب أن الأمر أهون من أن يكون سببا للخلاف الكبير بينكما، فلا تدعا مجالا للشيطان لينفذ من خلال هذا الخلاف للوقيعة بينكما، فهو حريص على زرع الشحناء، والفرقة بين الأحبة، ففي صحيح مسلم عن جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سرايا، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم، فيقول: فعلت كذا، وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال: ثم يجيء أحدهم، فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه، وبين امرأته - قال - فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت . وجاء هذا الحديث تحت باب:( باب تحريش الشيطان، وبعثه سراياه لفتنة الناس ).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني