الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يبرأ الميت من الدَّين إن تحمَّله أحد عنه ولو تأخر في سداده

السؤال

توفي أبي، وعليه دين، وترك لنا سيارة. ولظروف الحرب لم نتمكن من سداده، وناقشت صاحب الدين، فقال: سأصبر حتى تحصلوا على المبلغ. فهل على أبي ذنب حتى سداد المبلغ؛ لأن الحرب قد تطول، وأنا أخاف أن يعذب أبي بسببه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنفس المؤمن معلقة بدينه حتى يُقضى عنه، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه. رواه أحمد، وأصحاب السنن.

قال المباركفوري في شرح سنن الترمذي: قوله: نفس المؤمن معلقة ـ قال السيوطي: أي محبوسة عن مقامها الكريم، وقال العراقي: أي أمرها موقوف، لا حكم لها بنجاة، ولا هلاك، حتى ينظر هل يقضى ما عليها من الدين أم لا...؟ اهـ.

لكن إذا كنتم تحملتم هذا الدين للدائن، ورضي بتأجيل الدين -كما ذكرت- فلا بأس بذلك، ولا يأثم الميت بذلك التأخير -إن شاء الله-.

ففي مذهب أحمد رواياتان ذكرهما المرداوي في الإنصاف: قال:... والرواية الثانية: يبرأ بمجرد الضمان، نص عليها، وتقدمت. اهـ..

وفي فتوى للشيخ ابن باز رحمه الله: إذا كان الدين مؤجلا، والتزم الورثة، أو بعضهم بأنه يؤدى في وقته، فإنه يتأجل، ولا يحل، ولا يضر الميت، لأنه مؤجل، فإن لم يلتزم به أحد في وقته، وجب أن يسدد من التركة، حتى يسلم الميت من تبعة ذلك. انتهى من مجموع فتاوى ابن باز.

وانظر للفائدة الفتوى: 134831.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني