الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استحباب تجاوز الزوجة عن زلات أهل الزوج

السؤال

أنا متزوجة منذ عام تقريبا، وحامل في الشهر الثامن. أم زوجي ظالمة بشهادة أبنائها وكل من يتعامل معها، فهي في مشاكل مع الجميع من أبنائها وزوجاتهم وجيرانها، وأمها وإخوانها وأكثر أقاربها. وهي تفتعل معي المشكلات بشكل دائم، وأنا أحاول تجنبها وعدم الاستجابة لذلك، وزوجي يشهد. حتى قامت بعمل مشكلة مفتعلة معي ومع أختي وأمي في عزاء جدتي لأمي، وقالت لي أمي -معلمة القرآن-: ابنها يبرها، هذا واجبه، ولكن أنت الزمي بيتك درءا للفتنة، وتجنبا لشرها. حتى اتصلت على والدتي وأهانتها، وأغلقت الهاتف في وجهها، وثار أبي وكبرت المشكلة جدا. وجاء زوجي وإخوته الثلاثة معتذرين معترفين أن أمهم سيئة بكل المقاييس، وأنهم جميعهم يعانون منها، ويتجنبونها قدر الإمكان. وافق أبي على رجوعي. فبعدها بأيام فرضوا علي شرطا وهو: أنها إذا زارت زوجي في بيتنا فأنا مجبرة على أن أخرج لاستقبالها، والسلام عليها. وأنا لا أطيق ذلك، فقال لهم أبي: أنتم المخطئون، وبالتالي فالواجب أن تعتذر أمكم لزوجتي عما بدر منها، وإلا فلن تفعل ابنتي ذلك، ولن أقهر ابنتي. فكيف تتعامل مع من أهانت أمها؟!
لا أعلم ماذا أفعل لأنهم يصرون، وزوجي يصر على ذلك، ويظلمونني خوفا من أمهم. وأبي لن يرجعني بهذا الوضع حتى لو اقتضى الأمر الطلاق؛ لأننا بشهادتهم هم لم يبدر منا خلال عامين من معرفتنا بهم أي شيء سوى المعاملة الحسنه الملتزمة، التي لا تشوبها شائبة بشهادتهم.
ما حكم الشرع في هذا الوضع؟ وهل يجب علي الخروج من غرفتي واستقبالها إذا أتت لزيارتنا، وأنا لا أطيق ذلك القهر والظلم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما حصل من أمّ زوجك مع أمّك؛ ليس مسوّغا لامتناعك من الرجوع إلى بيتك، ومعاشرة زوجك بالمعروف.

ولا حقّ لأبيك في منعك من الرجوع إلى بيت زوجك، وطاعة زوجك في هذا الأمر مقدمة على طاعة والديك.

قال ابن تيمية -رحمه الله-: الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أَبَوَيْهَا، وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَبُ. انتهى من مجموع الفتاوى.

وما طلبوه منك من الخروج لاستقبال أمهم إذا زارت بيتك، لا يلزمك شرعا، لكن يجب عليك أن تردي عليها السلام إذا سلمت. بل ننصحك باستقبالها والترحيب بها إذا زارتكم، فمن محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها؛ إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه. فما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني