الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقوال أهل العلم في تعريف الدَّيُّوث

السؤال

هل كل شخص متزوج بمتبرجة يكون دَيُّوثًا بالضرورة؟ وما حكم القول لشخص: أنت ديوث؛ لكون زوجته غير محجبة، رغم أنه ينصحها بالحجاب، وصابر عليها، لكن لا يريد طلاقها لعدة مصالح. فهل يكون ديوثا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالدِّياثَة صفة قبيحة من أقبح الصفات، وقد ورد في صاحبها وعيد شديد؛ ففي مسند أحمد عن عبد الله بن عمر أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: ثلاثة قد حرم الله -تبارك وتعالى- عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث، الذي يقر في أهله الخبث.

جاء في شرح سنن أبي داود لابن رسلان: والديوث بالثاء المثلثة هو الذي يرى في أهله الفاحشة ويقرهم عليها. انتهى.

وقال المناوي -رحمه الله- في فيض القدير: والديوث...هو الذي يُقِرُّ في أهله: أي زوجته أو سريته وقد يشمل الأقارب أيضا. الخبث: يعني الزنا بأن لا يغار عليهم. انتهى.

فوصف الشخص المتزوج بمتبرجة بأنّه ديوث؛ أو شتمه بذلك؛ لا يجوز، وهو غير صحيح، لا سيِّما إن كان غير راضٍ به، وينهى عنه.

لكن لا يجوز له أن يتركها تخرج متبرجة تفتن الرجال؛ وهو مسؤول عن ذلك، فالزوج له القوامة على زوجته.

قال الطبري -رحمه الله- في تفسيره: يعني بقوله جل ثناؤه: "الرجال قوّامون على النساء"، الرجال أهل قيام على نسائهم، في تأديبهن، والأخذ على أيديهن فيما يجب عليهن لله، ولأنفسهم. ....... وعن السدي:"الرجال قوامون على النساء"، قال: يأخذون على أيديهن، ويُؤدّبونهن. انتهى.

وقال السعدي -رحمه الله- في تفسيره: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى، من المحافظة على فرائضه، وكفهن عن المفاسد. انتهى.

والسكوت عن هذا المنكر والتهاون فيه؛ يخشى على صاحبه أن يكون فيه نوع من الدياثة ووسيلة إليها؛ وهذا خطر عظيم على دين الشخص.

وقد سئل الشيخ ابن باز -رحمه الله-: هل الديوث هو الذي يسمح لزوجته بالنظر إلى الفساد في التلفاز، أو الفيديو، أو يسمح لها بالخروج متبرجة؟ أم الديوث هو الذي يقر الزنا في أهله؟ متى يسمى الرجل ديوثًا حقيقيًا؟

الجواب: المعروف أن الديوث هو الذي يرضى الفاحشة في أهله، يرضى بأن تزني، يرضى بفعلها الفاحشة، هذا هو الديوث الذي يرضى بالمعصية، والشر في أهله، أي الفساد في أهله، يقرهم على ذلك، وربما دعا إلى ذلك، وأخذ عليه الفلوس، نسأل الله العافية والسلامة.

لكن إقرارهم على المعاصي التي تدعو إلى الزنا نوع من الدياثة، إقرارهم على رؤية العراة من الرجال، أو سماع الأغاني، أو آلات الملاهي، قد يدعو إلى الدياثة، قد يدعو إلى الفساد هذا، لكن ليس هذا هو الدياثة، لكنه وسيلة إلى الدياثة، ووسيلة إلى الشر. انتهى من فتاوى الجامع الكبير.

وسئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: نحن نعلم بأن (الديوث هو: الذي يقر الفاحشة في أهله) -أعاذنا الله من ذلك- فهل تطلق كلمة ديوث على صاحب الدش؛ لأنه مقر بدخول الدش إلى بيته، ومعرفته أن أهله يشاهدون المحرمات؟

الجواب: لا، ليس بديوث؛ لأن الفاحشة الزنا -والعياذ بالله- بأن يعلم بأن امرأته تزني فيقر الفاحشة. انتهى من دروس للشيخ العثيمين.

وراجع الفتوى: 388351.

وفي نظم نوازل العلوي للميابي الشِّنقيطِيَّيْن:

وتارك الزوجة عمدا تخرج أطرافها بادية تبرج

فلا إمامة ولا شهاده له، وإن جرت بذاك عاده

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني