الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أخذ قرض من البنك لإتمام شراء البيت

السؤال

هل يجوز أخذ قرض من البنك لإتمام شراء البيت؟ اجتنبت طوال عمري القروض من البنك ولم أقربها أبداً لما فيها من حرمة، وقد عُرِضَ عليَّ منذ عدة أشهر منزل، ولم يكن عندي ثمنه كاملاً، أحد أقربائي تعهد لي بإقراضي المبلغ المتبقي من سعر البيت، وبناءً على هذا بدأت معاملة الشراء وبعت منزلي وسددت ثلاثة أرباع سعر المنزل الجديد، وبقي الربع الذي وعدني به قريبي.. وللأسف حصلت مشكلة طارئة مع قريبي، وتغيرت أحواله، ولم يعد قادراً على إنفاذ وعده، فبعت كل ما أملك، واقترضت من جميع أصدقائي وأقاربي؛ لسداد ما تبقى من سعر المنزل، ولم أستطع، علماً أنه يوجد شرط جزائي إن تراجعت عن عملية الشراء بما يعادل 15% من سعر المنزل، هذا غير تكاليف المعاملة وضريبة البيع، والتي دُفِعَتْ كلها.. أرجو النصيحة.
وجزاكم الله عنا خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالاقتراض بالربا من المحرمات التي لا تباح إلا في حال الضرورة، فنصيحتنا لك أن تبحث عن البدائل الشرعية لسد حاجتك هذه، ومن ذلك التمويل المشروع الذي تجريه البنوك الإسلامية كالمرابحة وغيرها، فاقصد أحد هذه البنوك لعلك تجد ما يناسبك من البدائل الإسلامية التي تجنبك الوقوع في القرض المحظور، ومن تحرى الحلال وجده ويسره الله له، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب {الطلاق:2ـ3}. وقال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً {الطلاق:4}.

وإليك بعض الأدعية المأثورة في قضاء الدين: ففي الحديث: عن علي ـرضي الله عنه-: أن مكاتبًا جاءه، فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعني، قال، ألا أعلمك كلمات علمنيهنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لو كان عليك مثل جبل ثبير دينًا أداه الله عنك، قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك. رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الحاكم، وحسنه الأرناؤوط والألباني.

وأخرج أبو داود في سننه من حديث أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة، ما لي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلامًا إذا أنت قلته أذهب الله -عز وجل- همك وقضى عنك دينك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله -عز وجل- همي، وقضي عني ديني.

نسأل الله أن يقضي عنك دينك، وييسر أمرك، ويجعل لك من همك فرجًا، ومن ضيقك مخرجًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني