الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سيندم العبد يوم القيامة على تكاسله عن بعض العبادات؟

السؤال

هل سيندم المسلم يوم القيامة على أنه تكاسل عن بعض العبادات؛ لأني بالأمس تكاسلت عن صلاة الشفع والوتر؟
وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فينبغي للمسلم الاستكثار من الطاعات، والتزود منها في الدنيا ما أمكنه ذلك، فإنه سيندم يوم القيامة على تقصيره وتفريطه، ويتمنّى الازياد من الخير.

قال ابن كثير في تفسيره: وقوله: {يومئذ يتذكر الإنسان} أي: عمله وما كان أسلفه في قديم دهره وحديثه، {وأنى له الذكرى} أي: وكيف تنفعه الذكرى؟ {يقول يا ليتني قدمتُ لحياتي} يعني: يندم على ما كان سلف منه من المعاصي -إن كان عاصيًا-، ويود لو كان ازداد من الطاعات -إن كان طائعًا-، كما قال الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا علي بن إسحاق، حدثنا عبد الله -يعني ابن المبارك- حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن محمد بن أبي عميرة -وكان من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لو أن عبدًا خَرَّ على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرمًا في طاعة الله، لحقره يوم القيامة، ولوَدَّ أنه يردّ إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب. اهـ.

وقال الشوكاني في فتح القدير: (يقول يا ليتني قدمت لحياتي) والمعنى: يتمنى أنه قدم الخير والعمل الصالح، واللام في لحياتي بمعنى لأجل حياتي، والمراد حياة الآخرة، فإنها الحياة بالحقيقة، لأنها دائمة غير منقطعة. وقيل: إن اللام بمعنى في، والمراد حياة الدنيا، أي: يا ليتني قدمت الأعمال الصالحة في وقت حياتي في الدنيا أنتفع بها هذا اليوم، والأول أولى. اهـ.

واحذر مستقبلًا من التكاسل عن الشفع والوتر، ويشرع قضاؤها في حق من تركهما عند بعض أهل العلم، وقد قيل بوجوب الوتر، والجمهور على أنه سنة، ولا إثم على تارك السنة.

وراجع الفتويين: 49288، 464047.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني