الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانتحار ليس حلًّا للمشاكل ويُعَرِّض لغضب الله

السؤال

أدمنت القمار، فخسرت كل أموالي، والمشكلة الكبيرة أنني بدأت أقامر بأموال الناس، فأصبحت نصابًا، أفكر بالانتحار يوميًا، بسبب القروض، والمشاكل مع الناس. فما نصيحتكم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فباب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، فعليك أن تتوب إلى الله -تعالى- توبة صادقة، وتقلع عن هذه الكبيرة الشنيعة فورًا، ولا تعود إليها مهما دعتك لذلك نفسك الأمارة بالسوء.

وعليك أن تبتعد عن أسباب مواقعة ذلك المنكر، بترك تلك البيئة التي تشجعك على ذلك، ومجانبة أصحاب السوء الذين يدعونك لهذا الفعل الشنيع، فإذا تبت توبة صادقة، تاب الله عليك، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

وأما المال؛ فضياع ما ضاع منه أمر هين، لا يحزن عليه إذا نجوت بنفسك من هذا المنكر، ومرضاة الله أهم ما تفكر فيه وتحرص عليه.

وأما ما عليك من ديون؛ فاجتهد في سدادها قدر الطاقة، وإن كنت معسرًا، فبين للدائنين ذلك، وأنه ليس لهم مطالبتك إلا حين ميسرة، ويجوز لك ما دمت تائبًا أن تأخذ من مال الزكاة، وإن كنت اقترضت في محرم، كما بيناه في الفتوى: 359125.

وأما تفكيرك بالانتحار؛ فعليك بدفعه عنك، فإن قتلك نفسك لا يفيد، بل تعرض به نفسك لغضب الله وسخطه وعقوبته الأليمة في الآخرة، فلا تنجو به من الهمِّ كما تصور لك نفسك، بل تكون كالمستجير من الرمضاء بالنار -عياذا بالله-، نسأل الله أن يهديك، ويتوب عليك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني