الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صرف الزكاة في إصلاح المصعد لعدم قدرة السكان على تكلفة إصلاحه لفقر بعضهم

السؤال

أسكن في برج في الدور 11، يوجد في البرج مصعدان، لكنهما بحاجة إلى 20 ألف جنيه لإصلاحهما. وبعض سكان البرج حالتهم المادية غير ميسرة. فهل يجوز إصلاح المصعدين من مال الزكاة؟
وإذا أردت أن أعطيهم بعض المال، هل يكون من الصدقة أم من الزكاة؟ علماً أني اقترحت على اتحاد ملاك البرج جمع مبلغ، وسوف أكمل الباقي من زكاة المال، وأسدد عن الذين لم يقدروا على سداد المبلغ. فما الحكم في ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمصارف الزكاة قد نص عليها القرآن الكريم، فقال تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة: 60] وقد سبق لنا بيان معنى هذه الأصناف الثمانية المذكورة في الآية، وذلك في الفتوى: 27006.

وليس من هذه المصارف: التبرع لاتحاد الملاك، سواء لإصلاح المصعد، أو لغير ذلك من الأغراض الحسنة، خاصة وأن السائل نفسه سوف ينتفع بذلك، من جملة سكان البرج.

وإنما الذي يمكن للسائل فعله، أن من وصفهم من سكان البرج بأن حالتهم المادية غير ميسرة، إن كانوا أو بعضهم من جملة الفقراء والمساكين المستحقين للزكاة، فإنه يعطيه من الزكاة ويملكه المال، ثم هو بعد ذلك يضع هذا المال فيما يراه أنفع له، وأهمَّ عنده. وقد سبق لنا بيان حد الفقير والمسكين المستحقين للزكاة، وذلك في الفتوى: 128146.

وأما تبرعك في ذلك من غير الزكاة الواجبة، بنية الصدقة الجارية، فلا حرج فيه، فإن صدقة التطوع الأمر فيها واسع، وكل ما يبقى نفعه مدة، يدخل في الصدقة الجارية.

وانظر للفائدة الفتويين: 8042، 289765.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني