الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمن تكره زميلتها لتفوقها عليها في الدراسة

السؤال

لدي زميلة في الفصل بالمدرسة أكرهها، وهي شاطرة في الدراسة، وأحيانا أفكر في الدعاء عليها مثل: أن تكون أسوأ، وأفشل مني، ولكنني أخاف أن تعود الدعوة علي، وهي كافرة، لذا أستخف بها... فما هو الدعاء الذي يجوز لي قوله..؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فههنا أمر نحب أن ننبهكِ عليه، وذلك أنكِ إنما كرهتِها -فيما يظهر- لتفوقها عليكِ في الدراسة، وهذا مشعر بكبر شأن الدنيا في قلبكِ، وأنها مقدمة على كثير مما ينبغي أن يكون أولى بالاعتناء منها، ونحن لا ننكر أن تنافسي في التفوق، والرقي الدراسي، لكن ننكر أن تكون الدنيا هي أكبر همكِ، ومبلغ قصدكِ، بحيث تحبين لها، وتبغضين لأجلها، فالذي ننصحكِ به هو تعديل ميزان الأولويات عندكِ، وأن يكون بغضكِ للهِ، وفي الله أولاِ، فتبغضي الكفر، والفسق، وأهله، أكبر من بغضكِ لأي شيء آخر، ولو دعوتِ لهذه البنت بالهداية للإسلام ونحو ذلك من دعوات الخير فهو خير تؤجرين عليه، وأما أنت: فادعي لنفسكِ بخيري الدنيا والآخرة، وسلي الله أن يرزقك من كل خير خزائنه بيده، ويجنبكِ كل شر خزائنه بيده، وسليه أن يجعلكِ من المتفوقات في الدراسة أكثر من هذه البنت وغيرها، وادعيه أيضا أن تكوني من العاملات كذلك لآخرتهن، واعلمي أن التفوق له أسباب يتعين الأخذ بها لتحصيله ونيله، فذاكري، واجتهدي، وابذلي وسعكِ في التحصيل، عالمة أن الله لا يخيب سعي ساع، ولا يضيع جهد مجتهد، فهذه البنت إنما تفوقت غالبا لكونها تبذل تلك الأسباب، وتجتهد فيها، فخذي أنت بأسباب ذلك التفوق مستعينة بالله تعالى، محسنة الظن به، وهو سبحانه المسؤول أن يرزقكِ خيري الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني