الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبو بكر هو أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وليس تبعا

السؤال

وفقكم إلى ما يحبه ويرضاه واستفساري هو الآتى: خلال خطبة الجمعة الماضية سأل الخطيب سؤالا خلال الخطبة فقال "من هو أول من آمن بسيدنا محمد من الرجال؟" وهنا نظر المصلون إليه فى صوت واحد هو أبو بكر رضى الله عنه ولكنه أجاب بأن ذلك غير صحيح، وأن الإعلام السبب فى ذلك حيث إن السائد والمعروف لدى الناس جميعا أن أبا بكر هو أول من أسلم من الرجال ثم قال سوف نقول الإجابة الصحيحة بعد الانتهاء من الصلاة وانتظرت أنا وغيري من المصلين في انتظار سماع هذه الإجابة وكانت كلامه كالتالى: أنه من قديم الأزل في بلاد اليمن كان يوجد ملك اسمه "تبع" واسمه مذكور في القرآن الكريم بقوم تبع وكان هذا الملك مطلعا وقارئا للديانات فكان لديه علم بأنه سوف يبعث رسول في أخر الزمان ويكون خاتم النبيين والمرسلين وسوف يبعث في بلاد الجزيرة العربية أو مكة والمقصود هنابه بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وكان لدى هذا الملك وزير أسمه "يثرب" فبعثه إلى الجزيرة العربية وذلك لبناء بيت لهذا الرسول وبالفعل ذهب هذا الوزير وانشأ مدينة "يثرب" المدينة حاليا وقد سميت على اسمه وبنى بها بيتا وقد كتب الملك صك ملكية لهذا البيت مكتوب به إن هذا صك ملكية للبيت من هذا الملك إلى رسول الله. ومن الصدف الغريبة أن المكان الذي بركت فيه ناقة النبى صلى الله عليه وسلم عند دخوله المدينة هو نفس مكان البيت، وهنا نسأل ألم يفكر فيكم أحد لماذا بركت الناقة في هذا المكان بالذات" وبهذا يكون هذا الملك هو أول من آمن بسيدنا محمد من الرجال. فالرجاء من سيادتكم إفادتي بمدى صحة هذه الرواية التي شتت أذهان اكثر من ألف مصل بالمسجد . جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

وبعد: فإن المعروف عند أهل السيرة أن أبا بكر رضي الله عنه هو أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال الأحرار، فقد روى ذلك الترمذي وابن أبي شيبة والحاكم عن عدد من السلف، ورجحه ابن حجر وابن تيمية وابن كثير والسيوطي، وأما قصة تبع فقد ذكرها ابن حجر في الفتح، فذكر أن تبعا لقي بيثرب أربعمائة حبر فأخبروه بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنه كتب كتابا وأوصى أن يسلم إليه، لكن هذا لا يفيد أن تبعا أول من أسلم،

بل ينبغي أن يقال إن الأحبار الأربعمائة أسلموا قبله، ثم إن ظاهر كلام ابن حجر وابن كثير أن تبعا مر يثرب وهي مدينة قائمة وأنها لم تنشأ في عصر تبع.

وراجع الفتوى رقم:40086.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني