الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التخلف عن الجمعة بسبب الحر أو عدم توفر آلة النقل

السؤال

هل يعذر في ترك الجمعة من استصعب الذهاب لها في حر الشمس حيث إنه لم تتوفر آلة نقل في ذلك اليوم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اتفق العلماء على أن السعي إلى صلاة الجمعة فرض عين عندما تتوفر شروط وجوبها، لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}[ سورة الجمعة : 9].

ولا يجوز للمسلم أن يتخلف عن صلاة الجمعة إلا لعذر شرعي، من سفر أو مرض أو مطر، ومن تخلف عنها من غير عذر فهو آثم، وقد عرض نفسه للوعيد، ومن الأدلة على ذلك حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن قوم يتخلفون عن الجمعة: لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس، ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم. رواه مسلم وأحمد.
وحديث أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهما أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره: لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين. رواه مسلم، وأحمد، والنسائي. ومعنى: (ودعهم): تركهم، ومعنى: (يختم على قلوبهم) أي: يطبع على قلوبهم، ويحول بينهم وبين الهدى والخير.
وفصل العلماء في بيان من تجب عليه الجمعة ومن لا تجب؟ وقالوا: تجب صلاة الجمعة على المسلم الحر العاقل البالغ المقيم القادر على السعي إليها، فإذا كانت هذه الأوصاف متحققة فيك، فلا تعذرفي ترك السعي إلى الجمعة لمجرد توقي حر الشمس، أو عدم توفر آلة نقل إلا إذا كان المشي في الحر من غير ركوب فيه مشقة كبيرة غير معتادة، أو يخشى منه حدوث ضرر محقق.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني