الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاجتماع لختم القرآن بين السنة والبدعة

السؤال

أحضر مع مجموعة من السيدات في المدينة التي نقيم فيها حلقة حيث تقوم إحدى الأخوات باجتهاد شخصي مع استخدام المراجع اللازمة بتفسير القرآن أو إسداء بعض النصائح المتعلقة بوضعنا وأبنائنا في هذا البلد غير المسلم اقترحت هذه الأخت أن تقوم كل واحدة منا بقراءة جزء من القرآن الكريم في بيتها قبل الحضور إلى الحلقة وتوزع أجزاء القرآن كله حيث تقرأ كل سيدة جزءاً مخصصاً يتم اختياره بالقرعة بحيث عندما نحضر إلى الحلقة تكون جميع الحاضرات قد قرأن كل القرآن ثم تقوم بدعاء ختم القرآن الكريم، مع العلم أن كل واحدة منا تجتهد في قراءة القرآن لنفسها في البيت لتختم القرآن في شهر رمضان المبارك ولكن هذه الختمة للتشجيع على مواصلة القراءة لمن ليست من المواظبات على قراءة القرآن، لكن حدث أن إحدى الأخوات اعترضت وقالت أن هذه بدعة وليس في السنة أو أي مرجع يذكر فيه مثل هذه الخطوة كما أنه قد يدخل فيها شيء من الرياء والسمعة حيث تقرأ الواحدة منا ليقال إنها قرأت السؤال هنا: هل نواصل القراءة للتشجيع وباعتبارها سنة حسنة وليست بدعة أم نتوقف عن مثل هذا العمل باعتبار أنها بدعة قد تدخلنا في باب كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وتكتفي كل واحدة بالقراءة في بيتها؟ وهل يجوز دعاء ختم القرآن في مثل هذه الأحوال؟ حيث إن بعض العائلات إذا مات لهم قريب قاموا بمثل هذا العمل ويقرأ كل فرد في الأسرة مجموعة من الأجزاء ويجتمع القارئون بعد إتمام القراءة كل حسب ما قدر له ويدعو دعاء ختم القرأن للميت؟جزاكم الله عنا وعن الجميع خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما يحصل من قراءة منكن لا يعتبر ختماً للقرآن ما دامت كل واحدة تقرأ جزءاً فقط، كما أن الدعاء المذكور لا يعتبر دعاء لختم القرآن.

والذي ننصح به هو أن تكون هناك حلقة تجتمعن فيها لحفظ كتاب الله تعالى ومدارسته، والوقوف على بعض معانيه إن أمكن ذلك، ويكون ذلك في المسجد حتى ينطبق عليكن قوله صلى الله عليه وسلم: وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. رواه مسلم.

وإذا اجتمعتن في المسجد، فليكن بينكن وبين الرجال حجاب، كما ينبغي لكل منكن الحرص على حفظ كتاب الله تعالى، والمواظبة على تلاوته، لما في ذلك من الثواب الجزيل، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف. رواه الترمذي وصححه الألباني.

والاجتماع لختم القرآن وإهداء ثوابه للميت من البدع المحدثة التي يجب تركها، ولا تجوز المشاركة فيها، وراجعي الفتوى رقم: 2504.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني