الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحكم على حديث: إن لربكم في أيام دهركم..

السؤال

ما صحة الحديث الذي رواه الطبراني في الكبير عن محمد بن مسلمة الانصاري: ألا إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها؟ ومن روى الحديث غير الطبراني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الحديث المسؤول عنه رواه الطبراني في الكبير عن محمد بن مسلمة، وهو بتمامه: إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا.

والحديث حكم عليه السيوطي بالضعف، وكذلك الشيخ الألباني في ضعيف الجامع الصغير وزيادته برقم: 1917، وكذلك في الضعيفة برقم: 3189.

والحديث ذكره الغزالي في الإحياء، وقال العراقي في تخريج أحاديثه: أخرجه الحكيم في النوادر، والطبراني في الأوسط من حديث محمد بن مَسْلَمة، ولابن عبد البر في التمهيد نحوه من حديث أنس. ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الفرح من حديث أبي هريرة، واختلف في إسناده. اهـ. وعزاه الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث مسند الفردوس للطبراني عن محمد بن مسلمة.

والحقيقة أن الحديث ليس فيه ذكر شهر رجب -كما ذكر السائل- وإنما هو في الحث على اغتنام الأيام الفاضلة والساعات المباركة، وهو وإن كان ضعيفًا، إلا أن أدلة الشرع متوافرة على ذلك من الحث على استباق الخيرات وتحين الفرص، كالدعاء يوم عرفة، وليلة القدر، وفي الثلث الأخير من الليل، وساعة يوم الجمعة، والدعاء حال السفر وفي مواضع السجود. كل هذا يدل على معنى ما دل عليه الحديث، لكن في الصحيح غنية عن الضعيف.

أما فضل شهر رجب فقد نص الحافظ ابن حجر على أنه لم يرد في فضله حديث صحيح يصلح للحجة، سوى أنه من الأشهر الحرم التي أمرنا بتعظيمها، والتي يستحب فيها الصوم، كقوله صلى الله عليه وسلم لابن عمر: صم من الحرم واترك. رواه أبو داود والبيهقي والضياء في المختارة، وحسنه الحافظ ابن حجر، وما سوى ذلك فأحاديث لا تصح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني