الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج بثانية لكبح جماح الشهوة

السؤال

أنا مهندس متزوج وعندي طفلة وأنتظر مولودا آخر إن شاء الله وأتعرض الآن إلى محنة وهي إعجابي بزميلة معي في العمل وهي تكبرني ب8 سنوات وعمري الآن 30 سنة وهي متزوجة وكنت أكتم إعجابي بها وكانت هناك مشاكل بينها وبين زوجها وحدث الطلاق وبعد أسبوع تنتهي شهور العدة وقد كلمتها عن إعجابي بها وأني أريد أن أتزوجها وهي الآن بعد 3 شهور أحبتني وتريد مني الزواج الآن، وأنا أريدها فعلا ولكني لا أستطيع إعلان زواجي بها فمديري المباشر كان يريدها وهي رفضت بسببي ولا أعرف رد فعله معي وأنا لا توجد مشاكل كبيرة بيني وبين زوجتي إلا أننى أشعر بأني لا آخذ حقي من متعة الجماع وتجرفني شهوة حادة ناحية زميلتي وكذلك الأمر معها فأريد أن أعفها بالحلال وأعف نفسي أيضا عنها بالحلال وأعرف أنه لابد من إشهارالعقد فهل تجوز السرية بعقد رسمي أو ماذا أريد تفسيرا للزواج وهل الشهوة الجنسية تعتبر سببا من أسباب الزواج الثاني علما بأن زميلتي لها أطفال وكلا نا يريد الآخر لشهوته وحبه أيضا فأنا أرتاح معها دلوني على الصواب أو كيفية البعد وإنهاء العلاقة.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما بخصوص سؤال الأخ عن حكم عدم إشهار الزواج فنحيله لمعرفة حكمه على الفتوى رقم: 16911. وأما بخصوص سؤاله هل الشهوة سبب في الزواج بثانية فالجواب سيجده في ثنايا كلامنا الآتي. وبشأن طلبه أن ندله على الصواب، نقول اعلم أن الزواج بثانية مباح لقوله تعالى: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ {النساء: 3}. لاسيما عند حاجة الرجل إليه كأن يكون لديه شهوة زائدة وزوجته لا تعفه ويخشى من الوقوع في الحرام. غير أن الزواج ليس مجرد شهوة ونزوة عابرة، فهو وإن كان فيه هذا الجانب إلا أنه مسؤولية وتبعات وأولاد وتقاسم( الحلوة والمرة) وحقوق للثانية كالأولى في المبيت والنفقة وغيرها، ولذا ينبغي أن لا تكون الشهوة هي الأساس في الإقدام على الزواج، ثم اختيار الزوجة لا يكون لمجرد الإعجاب بها والإنجراف بدافع الشهوة نحوها، بل على أساس الدين والخلق، فإنها ستكون زوجة، ومعنى كونها زوجة أي عرض الزوج وأم أبنائه، فينبغي له أن يحرص على صون عرضه وعلى إحسان اختيار أم ومربية أبنائه، وكلامنا هذا لما لمسناه من كلام الأخ من أن سر انجذابه إلى هذه المرأة وما يجرفه نحوها هو الشهوة فقط، مع ما يبدو من كون هذه المرأة أولا متبرجة، وثانيا تقيم علاقات مع الرجال وهو واحد منهم، ولا نقصد بهذا تزهيده فيها بل ما نقصده ونؤكد عليه أن يكون الدين والخلق معيار وأساس اختيار الزوجة. ونرشد الأخ إلى ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الزوجة بعد كونها ذات دين أن تكون بكرا كما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لجابر" هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك. قالوا لأن البكر في الغالب أكثر وفاء للزوج بسبب عدم معرفتها وخلو ذاكرتها من الرجال وأفعالهم. وهناك تنبيهان مهمان يجدر ذكرهما: الأول: لا يجوز ربط علاقة مع امرأة أجنبية خارج سياج الزواج تحت أي مسمى من زمالة وصداقة ونحوها، وإن جمع بها عمل واحد فلتكن العلاقة في حدود العمل فقط. الثاني: لا يجوز التصريح بالخطبة في العدة وانظر حكمه في الفتوى رقم: 43404.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني