الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخير الصلاة بسبب ازدحام العمل

السؤال

أنا شاب متدين والحمد لله ولكن أنا أريد أن أعرف هل ما أعمله يقبل أو لا ؟؟ وهو أني أعمل وعملي يكون من الساعة الثامنة إلى الساعة الواحدة بعد الظهر ومن ثم الغداء وبعد الغداء نواصل الشغل إلى الساعة الرابعة بعد العصر. فأنا أصلي الظهر في الساعة الواحدة بعد الظهر وذلك حين الراحة للغداء وكذلك صلاة العصر عند انتهاء العمل وذلك في الساعة الرابعة فهل صلاتي تقبل، أفيدونا جزاكم الله خيرا.علما أن العمل مزدحم جدا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين وقد أمر الله تعالى بالمحافظة عليها وأدائها في وقتها حيث قال: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى{البقرة: 238}. وقال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً {النساء: 103}. كما حذر الله تعالى من تضييعها والتهاون بها في قوله: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً{مريم:59}. وعليه فالواجب عليك المحافظة على أداء الصلاة في وقتها المحدد شرعا ولا يجوز تأخيرها إلا لعذر معتبر. والواجب على المسؤولين في إدارة العمل أن يتيحوا للموظفين الفرصة لأداء الصلاة في وقتها. ومن صلى الصلاة قبل أن يخرج وقتها فقد فعل ما أمره الله به من أدائها في الوقت، وعليك أن ترجع إلى مساجد البلد الذي أنت فيه لتعرف أول الأوقات وآخرها. فإذا لم تتمكن من أداء الصلاة في وقتها فالواجب الخروج من هذا البلد إلى بلد آخر تستطيع فيه إقامة شعائر دينك، أو تبحث عن عمل آخر تمكن معه المحافظة على هذه العبادة العظيمة. فإن كنت في أشد الحاجة إلى هذه الوظيفة مع عدم بديل الآن فحافظ عليها حتى تجد غيرها. وفي انتظار ذلك يجوز لك الجمع بين مشتركتي الوقت وهما الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء سواء كان جمع تقديم وهو أداؤهما معا عند وقت الأولى أو جمع تأخير وهو أداؤهما عند وقت الثانية، وهذا على مذهب من يرى جواز ذلك من أهل العلم كالحنابلة، وراجع الفتوى رقم: 16490. وننبه إلى أن المسلم لا تجوز له الهجرة إلى بلاد الكفر ولا الإقامة فيها إلا في حال الضرورة الملحة، وراجع الفتوى رقم:2007. وقبول الأعمال الصالحة عند الله تعالى أمر غيبي لايمكن الاطلاع عليه. فعلى المسلم بذل جهده في سبيل أن يكون عمله مقبولا عند الله تعالى عن طريق فعله على الهيئة المشروعة مع الإتقان والإخلاص إليه عز وجل فيه. ومن صفات السلف خوفهم عدم قبول أعمالهم. ففي سنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ، قالت: عائشة: هم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا، يا بنت الصديق، ولكنهم يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يقبل منهم أولئك يسارعون في الخيرات. صححه الشيخ الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني