الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الإعانة على الاقتراض بالربا

السؤال

أنا من سوريا ويقولون إن القروض عندنا في سوريا حرام سؤالي هو أخي اخذ مني مبلغا وقدره 400000 ألف ليرة سورية ولا يوجد عنده الآن فلوس لكي يرد لي مالي ويريد أن يقترض قرضا من الدولة لكي يرد لي مالي ولا يعرف موظفين كي يكفلوه ليستلم القرض وأنا أعرف موظفين وأستطيع أن أجعلهم يكفلونه لكي يسحب قرضا من الدولة ويعطيني مالي هل يلحقني حرام إذا جلبت له موظفين يكفلونه ويسحب قرضه من الدولة وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالقروض التي تقدمها الدولة وغيرها لها حالتان:

الحالة الأولى:

أن تكون قروضا حسنة أي من غير فوائد ربوية فلا حرج في الإقدام عليها والإعانة عليها بكفالة أو غير ذلك، بل ذلك من عمل الخير

والحالة الثانية :

أن تكون قروضا ربوية بفوائد فلا يجوز الإقدام عليها ولا الإعانة عليها بكفالة أو غيرها؛ لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة: 2} وحرمة الربا من المعلوم من الدين بالضرورة، وقد ورد النهي الأكيد والوعيد الشديد على ذلك، والآيات والأحاديث في ذلك أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر، فلا يجوز الإقدام على ذلك إلا في حالة الضرورة، وهي أن يبلغ الشخص حدا لو لم يأكل فيه الربا لهلك أو قارب على الهلاك.

وليس في حال أخيك ضرورة فيما يبدو. أما عن الدين الذي عليه لك فإذا كان غير قادر على السداد لعسره فالواجب عليك أن تنظره حتى ييسر الله عليه، قال تعالى : وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ [البقرة: 280]. ويجب على أخيك أن يجتهد في سداد ما عليه من دين .

والله تعالى أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني