الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ما وقع من اللص من متاع أثناء تلصصه

السؤال

دخل لص منزلنا منذ عدة سنوات واكتشفناه فحاول الهرب وقد نجح في ذلك ولكن أثناء هروبه وقعت منه ساعة يده ووجدناها واحتفظنا بها ونحن نعرف شخصية اللص جيداً، ولكن لا نستطيع ردها له خوفا ليكتشف معرفتنا لشخصيته وهو لا يستطيع أن يطالبنا بها، فما حكم حيازتنا لهذه الساعة وكيف نتصرف فيها؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنتم في الستر على هذا اللص الذي يبدو من السؤال أنه لم يكن معلنا بلصوصيته، فإن الستر على أهل الذنوب والمعاصي مشروع ما لم يعلنوا بها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة. متفق عليه.

قال النووي في شرح صحيح مسلم: فأما المعروف بذلك -أي المعاصي- فيستحب أن لا يستر عليه، بل ترفع قضيته إلى ولي الأمر إن لم يخف من ذلك مفسدة، لأن الستر على هذا يطمعه في الإيذاء والفساد، وانتهاك الحرمات، وجسارة غيره على مثل فعله. انتهى.

ثم إن تلك الساعة ملك لذاك اللص ولا يسقط حقه فيها ما بدا منه من التلصص، فالواجب هو أن تعاد إليه بأي وسيلة ممكنة، ولا شك أنه عالم بأنكم عرفتموه، لأن بقاء الساعة دليل على أنه هو الذي قام بتلك المحاولة، ومع ذلك فلكم طرق كثيرة في إرجاعها له:

- فمن ذلك إرسالها له مع شخص يدعي أنه وجدها ملقاة (وليس هذا من الكذب، وإنما هو من المعاريض، لأنها في الحقيقة قد وجدت ملقاة).

- ومنها: طرحها له في محل آمن يضمن اطلاعه عليها... إلى غير ذلك من الطرق التي يمكن أن تتحدد تبعاً لما يقتضيه الحال.

ولو اضطررتم إلى إرجاعها له مباشرة لأنكم لم تجدوا وسيلة تغني عن ذلك، فلا مانع منه، لأن إرجاعها بتلك الطريقة أخف من ظلمه بالاحتفاظ بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني