الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المطلقة الرجعية من حقها السكنى في بيتها

السؤال

أنا امرأة مغربية الأصل متزوجة من جزائري. قَدِم كلٌّ منا إلى فرنسا من أجل تحصيل العلم والتقينا بعد حصولي على شهادات عُليا هنا (في الهندسة) و تَمَّ زواجنا على سنة الله و رسوله. أهلنا في المغرب و الجزائر على التوالي. رزقنا الله تعالى بطفل في الثالثة من العمر. بعد زواجي تحجبت والتزمت بفضل الله وقطعت كل صلة لي مع ميدان العمل هنا لأنهم يرفضون عمل المرأة المحجبة بفرنسا كما تعلمون..
المشكلة أنه وقع خلاف بين أخي المهندس الدكتور المُدَرس بمدرسة للمهندسين هنا بفرنسا و زوجي الذي كان يُحَضر شهادة الدكتوراه في نفس المدرسة. قرر زوجي بعد ذلك أن يضع حدا لأربع سنوات دراسة زعما منه بأن أخي هو السبب في عدم استطاعته إكمال دراسته.ومنذ ذلك الحين قطع كل صلة له مع عائلتي كلها. استمر هذا الوضع لمدة سنتين و أنا ’مُقطعة’ بين واجبي في طاعة زوجي و دموع أمي التي حاولت أن تتحدث معه من أجل حل المشكلة في كل مرة أتت فيها إلى فرنسا. هذا مع العلم أن لا أحد من عائلتي يأتي لزيارتي في المنزل و أصِلُ رحمي معهم في الشارع أحيانا.
زوجي يرفض كل اتصال من أي نوع كان مع عائلتي, يقول لي دائما إن أمي و أخي مُتَوَفيان بالنسبة له. هو مقتنع بأنه مظلوم و هما مقتنعان بظلمه. حاولت مرارا أن أكلمه عن التسامح في الإسلام وعن الإحسان وأضرار قطيعة الرحم...لكنه متأكد على حد قوله من أنه لا إثم عليه فهم ليسوا من رحمه. قلت له إنه لا يجب قطع أخيك المسلم أكثر من 3 أيام لكنه يرفض حتى أن أناقشه في الأمر...يقول إنهم يجب أن يدفعوا ثمن الأربع سنوات اللواتي ضيعوهن من عمره.
في آخر زيارة لأمي بفرنسا, أتت عندنا من أجل وضع حد لمعاناتنا جميعا. لكنه لم يُسَلم عليها عند وصوله للبيت وفَضَّل الانعزال في غرفته...
تعرضت بعد هذا الحادث لأذى الجميع : عائلتي تتهمني بإذلال نفسي لزوجي أكثر من اللازم فهم لا يستطيعون فهم قدرتي على العيش مع رجل أذلهم جميعا ولايحترم صغيرهم ولا كبيرهم . كل هذا دفعهم للاعتقاد بأني لا أحبهم فأمي ترفض مكالماتي و تقطع علي الهاتف كلما حاولت صلتها. لا تريد أن تفهم أنني صابرة بسبب ولدي و عندي اليقين التام أن كل ما نَمُر به ابتلاء من الله تعالى وأنه إن شاء الله سيفرج كربتنا ويجمع شملنا بإذنه.
أنا مقتنعة تماما أن زوجي مذنب في حق عائلتي و بالخصوص والِدَي وأنهم بدورهم مذنبون في حقه. دَعَوتهم كلهم لمراجعة أنفسهم و أن يتقوا الله في و في ابني الذي لا ذنب له... بدون جدوى فأنانيتهم و ضعف إيمانهم أعْميا بصيرتهم.
كل هذا جعل الأزمات تشتد بيني و بين زوجي فها هو ذا يطلقني للمرة الثانية في 5 أشهر فقط. وقعت الطلقة الثانية بالأمس وقال لي حينها : أنت مطلقة وفي هذه المرة لن أرُدَّكِ.
منذ ذلك الحين وأنا لا أعرف ماذا أفعل, هل أبقى في البيت و أنتظر انتهاء عدتي قبل المغادرة ؟ أم كونه قال إنه لن يردني يوجب علي أن أتحجب في حضرته وأن أرجع إلى دار أبي بالمغرب؟ لا أحد يعلم بالأمر وسأنتظر ردكم بإذن الله تعالى حتى أتأكد مما يجب علي فعله. أفيدوني بسرعة جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنتوجه بالنصح لزوجك أن يتقي الله تعالى فيك، فما هذا جزاء من صبرت وتحملت من أجله، وأن لا يتهم الناس إلا ببينة وعلم فإن الظن أكذب الحديث وإن بعض الظن إثم كما أخبر الله تعالى.

وننصح أهلك بأن يتقوا الله تعالى في تعاملهم معك وأن يكون هدفهم صلاح بيتك واستقامة حياتك الزوجية لا الانتصار لأنفسهم ولو كان بفساد حياتك الزوجية.

وأما أنت أيتها الأخت الكريمة فنسأل الله أن يجزيك خيرا على صبرك وتحملك ، ونسأله سبحانه أن ييسر أمرك .

وأما بشأن المسكن فإن هذا حق لك في أثناء عدتك، وهو من واجبك أيضا. قال تعالى: لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ {الطلاق: 1} ولا يغير في الأمر قوله لن أردك هذه المرة، وانظري الفتوى رقم 10508.

وأما عن كيفية الرجعة فانظري الفتوى رقم 30067، والفتوى رقم 30719 .

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني