الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الصلاة خلف الإمام الصوفي

السؤال

هل تجوز الصلاة خلف إمام صوفي وأكثر المأمومين صوفيون؟وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالجواب عن هذا السؤال لابد فيه من تفصيل:
1- فمن كان مسلماً صحيح الاعتقاد ملتزما بالسنة، فلا ريب في جواز الصلاة خلفه، وقد يطلق الناس لقب "صوفي" على من هذا حاله، نظراً لصلاحه وزهده ونحو ذلك، وإن كان الأولى أن لا يسمى بذلك، إذ الإسلام متضمن للزهد والصلاح وغيره، والتصوف إما أن يكون هو الإسلام أو غيره، فإن كان هو الإسلام، فلا حاجة إلى إحداث هذا الاسم الذي لم يشرعه الله، ولم يشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم. وإن كان غيره فقد ظهر فساده، وأنه مردود على صاحبه.
2- ومن كان منتسباً إلى الإسلام مع تمسكه بشيء من العقائد الفاسدة التي توجب الخروج من الإسلام، كاعتقاد النفع والضر في الأموات، أو دعائهم والالتجاء إليهم، أو اعتقاد أن الله يَحِلُّ في مخلوقاته، أو أنه لا فرق بين الخالق والمخلوق، أو أن الأولياء يعلمون الغيب، أو أن الولي يصل إلى مرحلة يسقط عنه فيها التكليف، أو ادعاء العصمة لغير الأنبياء، أو تفضيل شيء من الأذكار والأوراد على القرآن، ونحو ذلك من موجبات الردة، فهذا لا تصح الصلاة خلفه، وتجب دعوته وتعليمه ونصحه، وإلا فأقل ما يعاقب به هو هجره وزجره، لا تعظيمه وتقديمه لإمامة الناس.
3- ومن كان متلبساً ببعض البدع التي لا تخرجه من الإسلام مظهراً لها فلا تجوز الصلاة خلفه لأن من هذا حاله، شأنه أن يهجر لا أن يقدم للإمامة على المسلمين إلا أن يتعذر تقديم غيره، أو الانتقال إلى مسجد آخر، فتجب الصلاة حينئذ خلفه لئلا يترتب على ذلك تضيع صلاة الجماعة في المسجد. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني